أضواءٌ على خطبة الجمعة :
خطبة الجمعة اليوم الموافق السادس من يناير 2023بمسجد الرشيدِي بدمياط الجديدة:اعتلى المنبر الشيخ / كمال أمين،بارك الله فيه،وعنوان الخطبة(الفوزُ بالجنة وأسبابُه أوسلعةُ الله غالية: وهي الجنة)النصوصُ من مصادرِها الرئيسية القرآن الكريم والسنة النبويةالمُكرمة .
مُقدمة:استهل الشيخ خطبته الدعاء للأمتيْن العربية والإسلامية بالسلامةِ والمُعافَاةِ،قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون}102من سورة آلِ عمران .
إنَ سلعة َالله غاليةٌ،ألاوهي الجنة.ولنقفُ هنا في خطة اليوم عن الفوْزِبالجنة والأسباب المُؤدية له:
قالَ عزَ من قائلٍ:﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ الآية 185 من سورة ِ آلِ عمران .
إنَ في الدنيا لسوق ٌ كبيرٌ،وللآخرة ِسوقٌ أكبر،سلعة الدنيا كثيرة وأسواقُها كثيرة ، أما السوق إلى الآخرة لكبيرٌوعظيمٌ،وإنَ سلعته لغالية ألاوهي الجنة،والمُشتري هو المؤمن الكيِس الفطن وذلك هو الفوزالحقيقي في الآخرة.الفوزبالجنة فيها مالاعينٌ رأت ولاأذنٌ سمعتْ ولاخطرَعلى قلبِ بشرٍ
وهنا نأتي للأسباب المؤدية لدخول الجنة والفوز بها :
مُقدمة ٌ:المسلم في الحياة الدنيا يعملُ الأعمال الحسنة، ويتجنب المنكرات من أجل الوصول إلى رضى الله ومحبته،وبالتالي الفوز بجائزته التي وعد الله بها عباده المتقين وهي الجنة؛حيث أعدها لعباده جزاءً لهم لما قدموه في الحياة الدنيا من أعمال صالحة،وقد جاء ذكر الجنة في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية،فقد جعل الله لكل مؤمن نصيب مما فعل من أعمالٍ صالحةٍ وذلك لقوله تعال{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}الرعد:35، وقال صلى الله عليه وسلم{إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى:تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون:ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟،قال:فيكشف الحجاب،فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظرإلى ربهم عزوجل، ثم تلا صلى الله عليه وسلم(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الآية 26 من سورة يونس . رواه مسلم .
وهذه بعض أسباب الفور بالجنة : وحصرناها في عشرة ِ أسبابٍ نأتي على بعضٍ منها فيما يلي :
أولاً :سيدُ الاستغفار ، كما قال رسولُنا الكرم صلوات الله وسلامه عليه ، وإنَ من لزمَه كل يومٍ جعلَ الله له من كلِ همٍ فرجاً ، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً،ففيه توحيد لله واعتراف بالعبودية والذنب والرجاء للعفو والغفران(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت،خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،أعوذ بك من شر ما صنعت،أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لايغفرُ الذنوبَ إلا أنت) وهذه الصيغة هي من أكمل الصّيغ،وتقال صباحًا،ومساءً فمن قالها دخل الجنّة .
ثانياً : ذكر ُ وحفظ وتدبر أسماء الله الحُسنى سبحانه وتعالى جلَ في علاه ، والعمل بها وبمعناها .
ثالثاً : المُحافظة على صلاة البرديْن الفجر والعصر: كما ذكرَ ف الحديثِ الشريفِ .
رابعاً : طاعة الوالدين وبرهما:قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم( الزمهما، فثم الجنة).
خامساً : الخوف من الله سبحانه وتعالى وتقواه قال:(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)سورة الرحمن .
سادسا ً:كفالة الأيتام: إن الله سبحانه وتعالى يبتلي بالموت فيبقى هذا ما شاء الله له أن يبقى،ويتوفى هذا ويترك وراءه ذريةً،فنقول لمن يخشى أن يموت عن ذريته،إنه لا ذخر لأبنائك من بعدك أعظم من عمل صالح تتقرب به إلى الله،قد يكون العبد الصالح في قبره،لا يستطيع ليخرج فينفع أبناءه، ومع ذلك لأن صلاحه الذي سبق،وذكره الذي فات،يجعله الله سبحانه وتعالى ذخرًا لبنيه من بعده .
سابعاً : الإكثار من ذكر الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبق المفردون" قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات ".) وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ومعنى (المفردون) من التفردِ والعزلةِ والبعد عن الناسِ ولغطهِم ،والتخلي للعبادةِ ووحدانيته ، كما وردَ في الصحيحيْن .
ثامناً : كما أنه من أعظم كنوز الجنة،كما في حديث أبي موسى الأشعري أن يكثر العبد من قول : (لا حول ولا قوة إلا بالله) .
تاسعاً :والحديث المذكور رواه مسلم وغيره بلفظ: أربعٌ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ.رواه أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأبي بكرٍرضي الله عنه وأرضاه لأنهن اجتمعن فيه
ومعنى: دخل الجنة كما جاء في شرح مسلم مَعْنَاهُ دَخَلَ الْجَنَّة بِلَا مُحَاسَبَةٍ وَلَا مُجَازَاة وَإِلَّا فَمُجَرَّد الْإِيمَان يَقْتَضِي دُخُول الْجَنَّة بِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى:فمن أصبح منكم اليوم(عادَ مريضاً،اتبعَ جنازةً،أطعمَ مسكيناً،أصبحَ صائماً لله) .
عاشراً وأخيراً :وليْست هذه بعد فثَمَ أسبابٌ عديدة : ركعتا الوضوء .
وغيرها كثير ٌ منها أيضاً : إفشاء السلام، وصلة الأرحام .
أما ما يمنع من دخولِ الجنة فعلى سبيلِ المثال لا الحصر ، وهذا يحتاجُ لخطبةٍ مُستقلة : الظلم ، الكبر ، الصلف: المتكبرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)أخرجه مسلم . الظالمون:وإن كانوا من الموحدين، الظَّلمة من العباد، قال صلى الله عليه وسلم (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس)أخرجه مسلم ، فالظلم ُ ظُلُماتٌ يوم القيامة .
أحسن الشيخ ُ وأجاد َ ، وإلى جمعة ٍ قادمة ٍ إنْ شاءَ الله .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق