في تلك الساعة.. بقلم الشاعرة/د. سرى شاهين

في تلك السّاعةِ من أحتراق الأرصفة بلهفةِ الإنتظار،
يحومُ طَيفهُ على أطرافِ
تَكَسُرالعناصر،
تضمُّ في يدها زهرةً اعتادت
عذاب الهوى وعذاب الإنتظار....
الخوف والإنتظار كانا أبطال، أبطال المشهد
 التراجيدي هناك ، والعناصرُ ثابتةٌ او شبه متحركة
أو تتحركُ بحذرٍ الممثلِ أمامَ دكتاتورية مُخرِج.. 
امرأةٌ تحملُ زهرةً في يدها
ورصيفٌ للإنتظار..
ومحل زهور سمتاً للموعدِ واللقاء..
وغيومُ الخريف برماديتها ترمي خوفها على المشهدِ وعناصره ، وتجعلُ كلّ شيءٍ يتساءل بهدوء..
لم يَعد هناكَ متسعٌ للوقتِ،
كتحطمِ اغنية حبٍ على أذنِ أصم..
كخوف سجينٍ له الحرية في اختيار زنزانته.. 
تتحرك عقارب السّاعة ببطءٍ محاولةً احتجاز الوقت خلف فواتِ الأوان ، لكنها ترتبك
أمام سطوة القدر، فإما تبقى
لتحركها الديناميكية المعتادة
أو أن تنفجر...
في الأمس كان حديثي معه مطولاً وحاداً.. 
- أنا خائفةٌ يا حبيبي..خائفةٌ من كلِّ شيءٍ....وهذه أوَّل مرة
اشعر بالخوف..
- وهل تخافيني أيضاً؟!
- ماجعلني ارى الكون كله وأتأثر بمافيه من الخوف هو الخوف منك.
-كيف تخافيني وانا أحبك ؟!
-أحسُّ أن وحشاً يسكنُ كلماتك ويبحث عن فريسةٍ له 
-لاتربكني كلماتك
-تسربَ الإرباكُ إلى خلايا الدّم في جسدي...
اصمت للحظة وعاود قصفك لصدري ليختنق أكثر فأكثر
-لماذا تحملي الأمور أكثر من وسعها ؟! لماذا تعطيها الهالة الكبيرةحتى لاتقدري تحملها؟!
-إني اخاف الغيوم والموت في زوايا العشق المظلمةِ وأخافك.. 
-تخافينني مرةً أخرى؟!! 
ولم أجد كلماتٍ لشرح خوفي منك في تلك اللحظة
وكيف أفسر لك الخوف، وأيّ
متناقضةٍ تعصفُ في صدري في هذا الوقت البلوري
فأكتفيت بالصمت
سرى شاهين
سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...