== أعودُ في الذهابِ ==
أتكلمُ العدميّةَ
البابَ الوحيدةَ تفتحَُ الأنهارَ
والكلماتُ خشخشةُ الفصولِ
ويقبلُ الليلُ المسافرُ فوق أجنحةِ الهطولِ ..
وهذه الآيات من كتفي الممزّقِ
هذه الأنهارُ من خلف الستائرِ ..
من جميعِ أغطيةِ الليالي العائدهْ
وهناك نافذةٌ هنا..
وهناك فوق حبالنا ..
قلبٌ يجفْ..
مطرُ المساءِ يسدُّ فوهةَ حلمنا
ويجرجرُ الآفاقَ نحو عريشةٍ..
في قلبِ تائهةٍ يجفْ..
ليْستْ لدى وهجٍ عيوني..
إنما حطبُ الحقيقةِ والتلفْ..
أتكلّمُ العدميّةَ الأخرى..
فأشعرُ بالترعْرُعِ في المدى المهْزُوزِ ..
أشعرُ بالتلفْ..
كتفي الحبيبُ..
أصابعي الذبْلى..
وحبيبةُ عُمْريَ الكابي
ولونُ صديقتي الأزهارِ ..
أشتاقُ السواحلَ،
والطيورُ على المداخنِ والمَدى.
هذا.. أنا..
ينساقُ حلميَ في البحارِ
وفي الترابِ و في العيونِ
وفي السماءِ..
وأركبُ الآفاقَ بالورقِ الحزينِ..
ويركبُ الهدفُ المدجَّجُ بالسخفْ..
أبكي المرابعَ صيحةَ الأشياءِ في بدني.
وورطةَ الأزهارِ ..ساعةَ ينخطفُ المكانُ ..
وينكسرُ الهدفْ.
مازلتُ أحتاجُ الحدائقَ والفصولَ
وبريقَ مقلتِها السفائنُ..
ساعةٓ التوديعِ..
مازلتُ المسافرُ أحملُ في يدي الأزهارَ..
والأمطارَ.. والطرقَ اللهيبةَ والرعفْ..
أتكلمُ العدميةَ الأعمى..
وأكبرُ داخلَ الدنيا..
محطمةٌ أصابعي والنوافذُ والكتفْ
أتعلمُ الخطوات
بين آوديةِ الحرائقِ والصخور
وبين أقبيةِ الترفْ
*شعر: رابح بوصبيعة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق