الطائر المهاجر
على بساط الريح
على همس الموج
على نسمات الهوى
أرهقني وأرقني بعدك
مللت الانتظار على رصيف الميناء
لم أجد ما يطفىء نار الهوى
بصدري بركان شوق وحنين
ألم يمزق كبدي اربا اربا
يزداد كل يوم شوقا وحنينا
على ضفاف مرسى الميناء
كل الأيام والأشهر والأعوام جفاء
وكأن بالقدر رسم وختم قدري
أن أعيش بين الأمل والصبر غربة
لا همس الموج ولا ريح النسائم
لا أشعر به ولا أتحسسه
لأن فؤادي معلقا بغربة روحك
وشتات أمري من فيض ألمي
سألت طيور المهاجرة
أي وجهة أنت عابرة راحلة
أي ميناء أنت فيه راسية
وجع بقلبي وروحي ساكنة
معتادة سفر الأسراب المهاجرة
بين أضلعي نار الهوى كاوية
خليل الشوق والحنين فى غربته
كبدي يصارع بقايا ماضيه
من رماد عشق تذروه الرياح
بين وطن ووطن لا ملجأ سواح
غريب أبكته أماني خاوية
احلام سرمدية وردية كاذبة
ذبلت كما يذبل الزهر فى المزهرية
تعطلت للغة الكلام ومراسم العشاق
على ضفاف سراب ميناء قديمة
توحى بزمن الخراب المنعدم
والطير يحلق فى سماه عاليا
يبحث عن غايته المنشودة
لا يكل و لا يمل الترحال والتجوال
أنا هنا أشفق على روحي من عناء
عشق أحرق كبدي وهانت عليه نفسي
جفاء احتراق بكاء على الأطلال
اعيش التمنى والترجى بصيص حلم
لطير مهاجر يحمل لي سلام
عل أجنحة القدر وبين همس الريح
وبين شجن وألم فراق وهجر طويل
كيف بشكاوى فؤادي لخليل دربي
تجاوز كل حدود البحار والأوطان
بلا عنوان ولا ذاكرة مع الزمن
خالف كل الوعود واختلفنا
كما تختلف نسائم الهمس
وقوة جبروت عنفوان الريح
فوجدتني بين أمل الصبر والإنتظار
اكتوى بنارين نار الروح والهوى
ياطير أمنتك سري وسلامي
ومواجع قلبي وجرح كبدي وشرياني
بلغ سلامي لروح غريب فى العشق فاني
بلغه عناق الشوق والحنين
بلغه أمانة عاشقة السراب
تحتضر مع الزمن و لوعة الأقدار
قصيدة : الطائر المهاجر
الشاعر منير صخيري تونس
الخميس 26 جانفي 2023

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق