ابتسامة سالم
في حي المهاجرين أحد أحياء عمّان القديمة، كان يعيش رجل بسيط اسمه سالم.
لم يكن غنيًا ولا صاحب جاه،
لكنه امتلك شيئًا لم يستطع أحد أن ينافسه فيه: ابتسامته.
كل صباح، كان يخرج من بيته إلى عمله، يسبق خطاه نور ابتسامته التي اعتاد الجيران رؤيتها. حين يمر على بائع الخبز يقول:
صباح الخير يا أبا أحمد.
فيرد البائع مبتسمًا وكأنه نسي تعبه من السهر على عجينه.
وحين يلتقي بالأطفال في الطريق إلى المدرسة، يربت على رؤوسهم ويقول:
شدّوا الهمة، أنتم فرحة الغد.
فتلمع عيونهم بالحماس وكأنهم حصلوا على جائزة.
حتى في الحافلة، كان يجلس مبتسمًا رغم الزحام وضيق المقاعد. ذات يوم، جلس بجانبه رجل عابس، غارق في همومه. التفت سالم إليه وقال:
الدنيا قصيرة يا أخي،
فلا تجعلها تضيق أكثر بعبوسك.
ابتسم الرجل رغمًا عنه، وكأن ابتسامة سالم قد كسرت جدار الحزن داخله.
مرّت الأيام، وصار الناس يعرفون سالم بأنه الرجل الذي يوزع الابتسامات.
كانوا يقولون: إن رأيت سالم ، ارتاحت روحك ولو للحظة.
لم يكن سالم يدري أن ابتسامته كانت صدقة يومية، تخفف عن القلوب، وتزرع الأمل في النفوس.
وهكذا، أثبت أن الابتسامة لا تحتاج إلى مال ولا جهد، لكنها تفتح أبواب القلوب بلا استئذان، وتترك في الأرواح نورًا لا ينطفئ.
سالم حسن غنيم
حكواتي الوجدان الشعبي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق