قصة قصيرة
وفاء
بقلم شريف شحاته مصر
إزدحمت قاعة المحكمة بالرواد لنظر القضية الغريبة الشاذة حيث أقامت أسرة المليونير حامد راضى قضية حجر عليه لأنه أراد أن تؤول ثروته بعد موته إلى كلبه الوفى سابو وأبناءه من الكلاب الصغيرة وقف المليونير يتحدث إلى القاضى قائلا تزوجت وأنا ثرى أملك مكتبا كبيرا للإستيراد والتصدير وكانت زوجتى إبنة أحد الأثرياء إسمها وفاء والتى أنجبت لى إبنى مخلص وإبنتى حبيبة وبعد فترة كبيرة قمت بشراء متجرا كبيرا لبيع الملابس المستوردة بإسم زوجتى وشراء معرضا كبيرا لتجارة السيارات بإسم إبنى ومصنعا صغيرا لصناعة مساحيق التجميل بإسم إبنتى وتزوجا إبنى وإبنتى وإنشغل الجميع عنى ومررت بحالة من الإكتئاب بسبب الخذلان واللامبالاة معى وعدم رعايتى وقت مرضى حتى إدعيت إننى أفلست وأمر بظروف صحية خطيرة تحتاج الرعاية التامة والتواجد المستمر معى وللأسف يا سيدى قرروا إيداعى فى دار رعاية المسنين وبالفعل ذهبت إلى الدار لأرى من سيأتى لرؤيتى فلم يأتى أحد لزيارتى سوى كلبى الوفى سابو مع أبناءه وظل قابعا أمام الدار طوال إقامتى فقررت أن تؤول ثروتى إليه هو وأبنائه بعد موتى للإعتناء به وبأسرته فى حديقة خاصة ورعاية كاملة وخدمة ممتازة ضجت القاعة بالضحك والثرثرة والهمهمات وحكم القاضى على حامد بإيداعه المصحة النفسية وتم الحجر عليه وبالفعل ذهب حامد إلى المصحة وكان دائم الجلوس فى شرفة الحجرة لينظر إلى خارج المصحة حيث يجلس الكلب سابو وأبنائه خارج باب المصحة ناظرا إليه وفى عينيه دموع الحسرة والهموم والحزن.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق