أضواء على خطبة الجمعة...بقلم الباحث والناقد الاستاذ حسين نصرالدين علي ابراهيم


 أضواءٌعلى خطبة الجُمعة : بإيجازٍعلى الرغم من أهمية ِ وثراءِ الموضوع (مُختصرةٌ) :

(كُنْ ذَا أثرٍ،كما كان لرسولنا ﷺ أطيب الأثر):

النصُوصُ من مصَادِرِها الطبيعية القرآن الكريم والسُنة النبويةالمُكرمة والصياغة بقلم:حُسَيْن نصرالدين:

مُقدمةٌ:(كُنْ ذَا أثرٍ،اتركْ عندَ الناسِ أطيبَ الأثر،كما كان لرسولنا ﷺ أطيب الأثر):

مُقدمةٌ :(فإنَّ الله عزَّ وجلَّ أرسلَ رسولَه الكريم ﷺ هادياً ومُبشِّرَاً ونذيراً،وترك لنا رسولنا ﷺ أطيب الأثرَ وعليْنا اتباعه،قال قائلٌ : وكُن رجلًا إن أتَوا بَعْدَهُ  **  يقولونَ مَرَّ وهذا الأثر **

فالهدف ُالمُراد من موْضُوعِ الخُطبةِ اليوم:التوعية بالمسئُولية المُشتركة،للفرد والأسرة والمُجتمع،وأثرذلك في بناء الإنسان .

أثر النبي ﷺ باقٍ خالدٍ،إذْ رفع الله ذكره وجعله رحمةً للعالمين :

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء الآية 107 .

مسئولية الإنسان عامة في النفس،والأسرة والدين والوطن :

فكلٌّ منا ليس مسئُولاً عن نفسِه فقط،بلْ مسئولٌ عن نفسِه وأسرتِه ودينِه ووطنِه،فلنقتديَ بالحالِ النبويِّ الكريم،ولتكنْ صاحبَ بصمةٍ في حياتِك،ولتجتهدَ أنْ يبقى أثرُك ويمتدُّ،ولتُسارعَ إلى كلمةٍ طيبةٍ تزرعُ الأملَ،ولتُسابقَ إلى صدقةٍ خالصة تغيِّرُ حياةً وابتسامةٍ حانيةٍ تجبرُخاطرًا،ولتجعلَ مِن حياتِك فرصةً لتغرسَ بذرةً،وتتركَ نفعًا،وتُسطِرَحكايةً لا تمحُوها الأيامُ ولا تُغيبُها الأزمانُ،ولتعلمَ أنَّ اليتيمَ الذي تكفلُه، والكلمةَ الطيبةَ التي تقولُها،والقلبَ الذي تجبرُه،كلّ ذلك ليس جَهْدًا ضائعًا،إنَّما هو استثمارٌ في مشروع ٍ عنوانُه هذا البيانُ الإلهيُّ {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِين} الشعراء الآية 84 .

أمثلة ٌ:

كان لسعد بنْ مُعاذ دورٌ محوريٌّ في غزوة بنِي قُريْظة حيث حكم فيهم بعد أنْ نقضُوا العهدَ مع المُسلمين:

وخانُوهم في وقت الحاجة،ومالأوا قُريْشاً ومن معها من الكُفَّارِ،في وقتٍ اشتدَّت فيه المحنةُ على المُسلمين في غزوةِ الخندقِ،فطلب بنُو قريظة من الرسول مُحمدٍ ﷺ أنْ يُحكّمَ سعدًا فيهم،فحكمَ سعدٌ بأنْ يُقتلَ رجال بني قريظة وتُسبى نسَاؤهم وذراريهم وتُقسم أموالهم،وهوحكمٌ وافق حكم الله سبحانه وتعالى،وبعدَ نقض  العهد،كان الاستسلامُ على حكم سعد،وكانَ سيدَ الأوسِ،وحليفهم،وأقرَّ حُكمه رسولُ الله ﷺ وقال إنَّه حكمٌ يحكمُ بحكمِ الله من فوقِ سبعِ سماواتٍ ،وقَالَ له: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ المَلِكِ،وهذا من فضل الله على سعد وتوفيق الله له،ومنقبةٌ لهوهو سيدُ قوْمِه .

وحيْثُ جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ﷺ يُخبرُه بأنَّ أبوابَ السماءِ فُتِحتْ وأنَّ عرشَ الرحمنِ قد اهتزّ بسبب موت عبدٍ صالحٍ،وذلك لصدقه وشدة إيمانه وتضحيته في سبيل الله . 

أتدرُون من هوسعد.؟،كان سيدًا لقومِه الأوس،فلما أسلمَ أسلمتْ قبيلتُه كلُها معه،وهوأسلم على يد مُصعبَ بن عميْرالذي أرسله النبي ﷺ ليُعلِمَ أهلَ المدينة الدين . 

وهذا المثال ممن تركوا الأثر من معركة نهاوند وهوللنعمان بن مقرِّن :

وكانت خطة النعمان للقضاء على جيشِ الفرس في معركة نهاوند،والتي اتبعتْ عنصرَ المُفاجأة،بتكوين فرقٍ على شكلِ أكمنةٍ،تُدرَّسُ في المعاهدِ والأكاديميات العسكرية على مُستوى العالم الآن .

الفرقة الأولى:خيَّالة بقيادة القعقاع بن عمرو،ومهمَّتها تنفيذعملية التَّضليل والتمويه،واقتحام أسوارالعدو

الفرقة الثَّانية:مُشاة بقيادته هو،ومهمَّتها:التَّمركز في مواقع ثابتةٍ،ومموَّهةٍ بانتظاروصول الفرس إِليْها

الفرقة الثَّالثة:خيَّالة،وهي القُوة الضَّاربة في الجيش،ومُهمَّتها:التَّمركزفي مواقع ثابتةٍ،ومُموَّهةٍ،ثمَّ الهجُوم على قوَّات العدوِّ من الجانبين،وكانتْ لهم الغلبة وحققُوا نصراً مُؤزراً وأسقطُوا امبراطورية الفرس .

ونجحَ القعقاع في تنفيذ الخطَّة،نجاحاً رائعاً،وكانت مُفاجأة الفرس مُذهلةً عندما وجدوا أنفسهم،في آخر المطافِ مُحاصرين بين قوات المسلمين الَّتي شرعت سيوفهم في حصد رقاب المُشركين،ولاذوا بالفرار  ليتحصَّنُوا بخندقهم،وحصونهم إِلا أنَّهم وقعُوا في خنادقهم،وفي الحسك الشَّائك،الذي أعدُّوه،وسقط منهم ألوفٌ في الخندق،واستطاع القعقاع أنْ يُطاردَ الفيرزان فلحقه،وقضى عليه،ودخل المُسلمون بعد هذه المعركةنهاوند ثمَّ همذان،ثمَّ انطلقُوا بعدذلك يستكمِلُون فتح ما تبقَّى من بلاد فارس دون مُقاومة تُذكرُ لذلك سمِّيت معركة نهاوند بفتح الفتوح،وكان لهذه المعركة وقادتها من أثرٍللأسبابِ القيادية الآتية نُوجزها:

التَّحشُّد ومنع العدو من التَّحشُّد :تعيين القادة إِن مات قائد الجيوش :

وتميَّزالنُّعمان بقيادته الرَّفيعة،والَّتي ظهرت في عدَّة أمورٍ:الاستطلاع قبل السَّير للقتال:فكانت هذه الخطة بأشبه من الاستطلاع في عصرنا.عمليَّة التَّضليل،والتمويه:عنصرالمُفاجأة،فالحربُ خُدعةٌ .

اختيار ساعة الهجوم:أوما يُسمى بلغتنا حالياً بساعةِ الصفر.

فلنبيِّنا ﷺ الأثرالطيبُ،ولصحَابته الكرام رضوان الله عليهم الأثرالطيب،كما للأئمة الأربعة الأعلام رضوان الله عليهم (أبوحنيفة النعمان،وإمام المدينة مالك،ومحمد بن إدريس الشافعي،وأحمد بن حنبل الأثرالكبيرُ،كما لوالديْنا الأثر،ولمُعلمينا الأثر،وللقراء والمشايخ والعلماء والفقهاء الأثرالكبير.

لنجعل بيوتنا منارات لبناء الإنسانِ، نغرسُ في أبنائنا حبَّ العطاء والعلم والعمل الصالح، ليبقى أثرهم حيًّا بعد رحيلهم:فلنتعاهدْ جميعًا على أن نجعلَ من بيوتِنا رياضًا نضِرةً لصناعةِ الإنسانِ،وبناءِ الحضارةِ، ولنغرسَ في قلوبِ أولادنا أنّ المسلمَ لا يعيشُ لنفسِه فقط،بلْ يعيشُ لدينِه ووطنِه،لنزرعَ فيهم مُتعةَ العطاءِ، ولذةَ البذلِ،وبركةَ نشرِالعلمِ،ولننثرَ في نفوسهم معنى قولِ الله جلّ جلالُهُ،ولنعلمَهم هديَ النبي ﷺ القائل: (إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطعَ عملُه إلا من ثلاثٍ:صدقةٍ جاريةٍ،أوعلمٍ ينتفعُ بِه،أوولدٍ صالحٍ يدعو له) .

وحديثُ الرسول ﷺ الذي رواه عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما:(كلُّكُم راعٍ وكلُّكم مسئُولٌ عن رعيتِه،

فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسئُولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهومسئُولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسئُولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسئُولٌ عنهُ،ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسئُولٌ عن رعيتِهِ)رواه الشيْخان البُخاري،ومُسلمٌ،حديثٌ صحيح الإسناد .

اللَّهُمَّ اجمعْنا بهِ في الفِردَوسِ الأعلى كما جَمَعْتَنا على مَحبَّتِهِ في الدُّنيا،اللهم عليك بالظالمين والمُجرمين،والمعتدين على الأطفالِ والنساءِ،والمُقدساتِ،وأعداءالدين،اللهم آمين .أحسن الشيْخُ الشابُ وأجادَ،وإلى جمعة ٍ قادمةٍ إنْ شاءَ اللهُ إنْ كان في العمرِ بقية ً.

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...