أوجعتني الحياة...بقلم الكاتب فاضل ناصر الحماد


 أوجعتني الحياة..

تعلمت أن ألم الفقد هو حقيقةً حبٌ فحسب، هو كل ذاك الحبِ الذي تريد أن تعطيه، لكنك لا تستطيع، هو كل ذاك الحب الذي لم يبذل، يتجمع في طرف عينيك، والغصة في حلقك، والهوّة في صدرك. إن ألم الفقد هو حبٌ بلا مكانٍ ليذهب إليه..

كلّما أوجعتني الحياة، انفتحت في قلبي فجوة فِراقك..

فأبكيك، كأنك الوجع الأول والأخير..

أعتقد أن الإنسان لا يتجاوز الفقد أبدًا

يرضى بالقضاء، يوقن بربه الرحيم اللطيف، يوقن باجتماع ثانٍ، يبكي اشتياقًا أحيانًا، يسكن فؤاده لأنها إرادة الله، تُلهيه الحياة شيئًا، تمر الأيام فيبكي من فرط الحنين 

لكن لا يتجاوز الفقد وإن مرّت أعوام، لا يُشغل ذاك المكان الفارغ في قلبه أبدًا..

أفْتَقِدُك جِدًا..

 كَانَ المَكَان بِحُضُورك دَافِئًا مُمْتَلِئًا وكَامِلًا، أَمّا الآنَ يَا رَفِيْق الرُّوح فَإنْ الرُّوح خَاوِيَة، والجَوُّ بَارِدٌ مَهَمَا أحَاطْ بِنَا الدِّفْء، وَالقَلْبُ يَحْزَن، وَهُنَا، هُنَا كُلٌ الضَّحَكَات بَاهِتَة مُزيّفَة لَا شَيء حَقِيْقِي، سِوَى الْغِيَاب..

لا تَبعَث الأَشواقَ نَحوي إنَّني

أَمسَيتُ عَن دَربِ الهَوى أتجَنَّبُ

قَد كُنتُ أَكتُبُ في هَواك قصَائِدًا

وَاليَومَ صَمتي في الحُروفِ يُكذِبُ

أَحرَقت كُلَّ رَسائِلٍ أَرسَلتَها

وَمَحَوتُ ذِكراك التي لا تَذهَبُ .


           د/فاضل ناصر الحماد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...