فيض الندى....بقلم الشاعر حسن أحمد الفلاح


 فيضُ النّدى 

شعر حسن أحمد الفلاح 

أمددْ يديكَ إليّ كي نحمي 

ضريحَ العاشقينْ 

وأنا هنا بحرٌ يعبّدُهُ الضّبابُ 

على نسيجٍ أحمرٍ يأتي 

إلى فيضِ النّدي 

والموجُ يحرسُهُ دمي 

وأنا على دربِ المنافي 

أستردُّ الفجرَ 

كي أمشي إلى نفقِ الظلامِ 

على طريقِ الفاتحينْ 

أمشي إلى ظلٍّ بعيدٍ عن

ثقوبِ الشّمسِ في سَفَرٍ 

ينازعني وجودي في المدى 

وأنا سأعشقُ في مدادِ النّورِ 

منفى العابرينْ 

والبحرُ في صخبِ الموانيءِ 

هجرتي الأولى 

يحاكيهِ سلامٌ يحتمي خلفَ

المحيطاتِ التي نزَفَتْ على 

قمرٍ يغازلُهُ سرابٌ من سمائي 

فوقَ أجفانِ المنايا والورى 

وهنا يشدُّ النّورُ خاصرتي التي 

تحمي ترابَ الأرضِ من عقمِ 

المنافي في مدارٍ يحملُ 

الأقمارَ من هَوَجِ الأنينْ 

وأنا هنا أحيا على قمرٍ وحيدٍ 

في مدانا كلّما جفّتْ مآقي 

الأرضِ من عرقِ الحنينْ 

وأنا هنا أحكي لهجرتِنا 

الأخيرةِ في خريفٍ 

يحتسي من غرفةِ الماء 

المحنّى من دمي 

طعمَ المكائدِ في عراكٍ 

لن يلينْ 

وأرى هنا البحرَ الذي يحمي 

ظلالَ العاشقين على صعيدِ 

النّورِ من عقمِ النّوازلِ في 

في رياحٍ تستردُّ العشقَ 

من حينٍ لحينْ  

وعلى ينابيعٍ تفيضُ بدمعِها 

أهدي إلى أقدارِنا جمراً 

تشظّى منَ سعيرٍ في اللظى 

وأنا هنا أحيا على مهجِ 

العروبةِ في نفيفٍ من دماءِ 

الفجرِ يغسلُهُ النّدى 

وعلى جراحِ البحرِ يحملُنا 

ربيعٌ من صدى حيفا ويافا 

في نخيلٍ من ربا بيسانَ 

تحميهُ المهاجرُ والمنافي في

سلامِ الحقِّ كي نحيا على 

حبقِ الحقيقةِ واليقينْ 

الآنَ تدفَعُنا النّوارسُ

كي نرى الأنوارَ تعشقُها دمائي

في روابينا هنا  

والفجرُ نورٌ في بلادِ الأوّلينْ 

وأنا أرى نصرَ المدى 

يحمي غصونَ الفجرِ من 

عقمِ المعابرِ في صراعٍ ها هنا  

في جوفِهِ فيضاً منَ الأنوارِ 

يغذيه الحمامُ على فضاءِ 

الفجرِ من نَفَسِ الدّجى 

وعلى رداء الموتِ تعصرُنا 

رياحُ الغاصبينْ 

وهنا على أرضي تحاكيني 

العذارى من تجاعيدِ الهواءْ 

والفجرُ تعصرُهُ السّماءْ 

لاشيءِ يحبسُنا هنا 

في ثورةٍ تحمي سرايانا 

على قمرٍ تغسّلُهُ 

جيوشُ الأنبياءْ  

القمحُ في أرضي عناقٌ 

في جيوبٍ من براكينِ اللظى 

يهدي إلى الأنوارِ سرَّ الحقِّ 

من عقمِ الحقيقةِ في بقاءٍ 

أو فناءْ 

وأنا سأحيا فوقَ أرضي 

مع غيومٍ ترتدي من فجرنا 

عبقاً منَ الفراتِ تزجيهِ 

غصونُ النّورِ من مطرٍ وماءْ 

نورٌ على شفةِ الحجارةِ في 

روابي العشقِ يرشفُ من دمي 

ماءً منِ الأمطارِ تغذيها 

قناديلُ الجليلْ 

وأنا هنا أروي إلى طفلي 

الجريحِ على صعيدٍ من 

ترابِ العشقِ في وطني 

حكاياتٍ يغسّلُها رذاذٌ

من ضبابٍ لن يزولْ 

وهنا على شفقِ الغروبْ 

يأتينا طيفُ النّورِ من بينِ 

النوافذِ والثّقوبْ 

وأرى جراحي يرتدي من 

فجرِنا درعَ الأماني والغيوبْ 

فجرٌ هنا 

قمرٌ هناكَ على سحابٍ 

لن يغبْ 

والنّورُ يعشقُهُ شهيدُ الحقِّ 

في زيفِ المسارْ 

وهنا تنادينا الدّيارْ 

قمرٌ يلاقي الشّمسَ 

في حيفا هنا 

في غفوةِ الإعصارِ 

من سلمٍ ونارْ 

غضبٌ يفجّرُهُ عرينُ الحقِّ 

من عسفِ الحصارْ 

وأنا يلاقيني على أرضِ 

القداسةِ 

طفلُنا في شهوةِ الفجرِ 

الذي ينمو أهدابِهِ عشبُ 

المنافي ها هنا 

وعلى صعيدِ القدسِ 

يحبسُنا الجدارْ 

قتلونا في أرضي على نَفَسٍ 

منَ البارودِ تقصفُهُ 

عصاباتُ الرّدى 

وأنا هنا أمشي إلى 

وطني هنا 

كي أحتمي في نورِ غزّةَ 

في سلامٍ وانتصارْ 

وهنا على جرحي تغازلُني 

المنايا كلّما شهقَتْ مزاميرُ

الحكايةِ في سرابٍ من غبارْ 

وهنا أغسّلُ من دمي نوراً 

يعانقني ليغدو ثورةً تحمي 

العذراى والأيامى والصّغارْ 

وهنا سيبقى النّورُ عشقاً آخراً 

يحيي لهيبِ الفجرِ في 

وضحِ النّهارْ 

وهنا ستبقى الثّورةُ الخضراءُ 

في دمنا سلاماً للأماني في 

خيارٍ أو قرارْ 

شعر حسن أحمد الفلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...