رحلة الضوء...بقلم الكاتب سالم حسن غنيم

رحلة إلى الضوء


جلس وحيدًا أمام شاشة الحاسوب، يكتب كمن ينسج خيوط حلمه الطويل.

 لم يكن هناك محرّك سوى قلبه،

 ولا سند سوى إيمانه بأن للكلمات قوة تفوق ضجيج العالم.

كل ليلة، يخط جملة جديدة،

 يزرعها في أرض الإنترنت،

 كزارع يلقي بذوره في صحراء مترامية، ينتظر المطر.

 لم تكن لديه دار نشر تلمع اسمه،

 ولا لجنة تحكيم تصفق له. 

كان يملك شيئًا واحدًا: 

إصرارًا عنيدًا أن يراه العالم يومًا.


كتب في المواقع الأدبية كلها، تنقّل بين المنتديات وصفحات التواصل،

 حتى امتلأت ذاكرة الشبكة بآثاره. 

لم يكن يكتب ليحصد إعجابات عابرة،

 بل ليترك أثرًا، 

ليصرخ صوته في زمن الصمت.

وحين سُئل ذات مرة:

 لماذا تكتب في كل مكان؟، 

ابتسم وقال:

 لأنني لا أبحث عن شهرة سريعة،

 بل عن انتظارٍ عظيم... 

انتظار اللحظة التي يدرك فيها الناس أنني كنت هنا منذ زمن، 

أكتب لهم قبل أن يلتفتوا إليّ.


كان يؤمن أن الموهبة لا تموت،

 وأن الكلمة الصادقة تجد طريقها مهما تأخر الزمن.

 وفي أعماقه كان يسمع صدى صوته يردّد:

سيعرف العالم يومًا من أكون...

 وسيقرأ مؤلفاتي، 

لأن الحلم الذي يُسقى بالصبر لا بد أن يثمر.


وفي تلك الليلة، وهو يضغط زر النشر على آخر روايه له، 

شعر أن الضوء بات أقرب من أي وقت مضى، وأن الانتظار الذي حلم به يتحقق بخطوة جديدة نحو الأفق.

سالم حسن غنيم 

حكواتي الوجدان الشعبي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...