السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
.. تحياتي لكم جميعاً إخوتي الكرام .. نحتاج ونحن في طريقنا إلى الله لمن يدلنا على الطريق ويرشدنا إلى الصواب فنحن في عصر أكبر ما يميزه أنه ( عصر اللخبطة ) فنحن نعاني من تداخل الأمور ومن فوضى في التوجيه والإعلام والفكر فما أحوجنا إلى البصيرة التي نبصر بها الطريق إلى الله .. فما هي البصيرة ؟
.. البصيرة في اللغة لها معانٍ كثيرة ومن هذه المعاني : ( الإدراك / والفطنة / والحجة / والنظر النافذ إلى خفايا الأشياء / والعلم / والخبرة ).
.. البصيرة وإن كان اشتقاقها من البصر إلا أنها شيء آخر غيره هناك بصر فهناك بصيرة .. البصر يريك ظاهر الأشياء والبصيرة تريك حقائق الأشياء فالمؤمن يملكُ بصيرةً وأي إنسان يملكُ بصراً.
.. إن من جلائل النِّعم وقلائد المِنَن نعمة ( البصيرة في الدِّين ) والبصيرة هي التوحيد ونبذ الشرك وعدم طاعة المخلوق في معصية الله -تعالى- والبصيرة البرهان واليقين والثبات في الدين قال الله -تعالى-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
.. مَنْ سَمِعَ مواعظ الله وآيَات كتابه وأحاديثَ نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- فصَمَّ عن الحق أذنيه وعَصَبَ بعصابة الباطل عينيه فهو الضرير الحائر في ظلمات الجهل وغياهب الضلال وأهل الكفر والفسق صُمٌّ عن الحق فما يسمعونه عُمْيٌ عن الهدى فلا يبصرونه لا يسمعون سماع منتَفِعٍ ولا يبصرون إبصار مهتَدٍ يقول الله -تعالى- عنهم: (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ) وقال ربنا عنهم في شأن الآخرة والقيامة: (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ).
.. إن البلوى في هذه الدار الدنيا، أن تعمى البصائر وتظلم القلوب وتعمى وتنكس فهي سوداء مريادة كالكوز مجخياً لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً بفعل الذنوب والمعاصي وإهمال جانب الدين القيم وهجر القرآن والبعد عن الطاعة والعبادة والاغترار بالدنيا وطول الأمل كحال أكثر هذا الزمان كأنهم خُلقوا سدى وتركوا هملاً (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون) وعندئذ لن يلتفت المرء إلى حرام وحلال ولن يجد غضاضة في تعدي الحدود ولا حرجاً في الظلم والفجور ولن يرى الحق حقاً ولا الباطل باطلاً بل ستختلط عليه الأمور وسوف يتخبط في هذه الدنيا كالذي يتخبطه الشيطان من المس وكالأعمى الذي لا قائد له ويستحل ما حرم الله ويُحرم ما حرم الله ويتخذ العدو صديقاً والصديق عدواً.
.. إن البصيرة الإيمانية تغير كِيانَ العبد وحياتَه حيث قال الله تعالي : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) ويقول سبحانه: ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ).
.. إن التذكير بأهمية البصيرة في الدين من الأمور التي تمسُّ إليها الحاجة خاصة عند كثرة الفتن وشدة المحن فكم زلت أقدام قوم بعد أن كانوا على الجادة ففقدوا الثبات وكم تقلب أقوام في ألوان الشبهات والشهوات ولم يستبصروا سبيل الخروج من تلك الآفات .. لذا كان لزاما على كل من أراد الخير لنفسه والنجاة أن يسعى في تحصيل أسباب البصيرة والابتعاد عما يؤدي إلى فقدها.
.. مع تحيات الأستاذ : إسماعيل مفتاح الشريف / رئيس مؤسسة الخيمة الثقافية للسلام.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق