الوهم.. بقلم الكاتب/يحي صديقي

 الــــــــــــــــــــــــوهـــم

انتهى الصوت إلى سمعه خافتا.

توقّف، نظر يمينا وشمالا، لم يكن في المكان غيره.

همهم بكلمات بينه وبين نفسه. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم.

مشى خُطوات أُخُرْ، سمع الصوت نفسه يناديه باسمه.

توقف حائرا، وهو ينظر في كل الجهات المحيطة به، لم يكن في المكان سواه،

وقد تشوش باله، ودخله خوف مريب.

توقّف عن المشي، أرهف سمعه وستـوفَـزَ. لعله يرى شيئا ما، لكن لم يكن في المكان سواه.

استغفر ربه ثم مشى. كان جينه يتصفّـد عرقا باردا، وشمس الصيف لا تزال متوهجة،

وقد مالت بكـتلتها الملتهبة نحو الزوال.

لم يكن في المكان غيره، والشمس، والأرض التي يمشي عليها.

تساءل في نفسه من يكون صاحب الصوت الخفي الذي ناداني باسمي؟ !!!

ربما أنا أتوهم، وربما هو طنين الأذن يحدث أحيانا صدى صوت يخاله السامع نداءً عليه

ثم لاشيء!!

مـرّ ردحٌ قليل من الزمن، وهو يمشي، وقد اطمأن باله، وأطلق لتفكيره العنان على عادة من

يمشي وحده، حيث تتوارد الخواطر. وإذا بالصوت نفسه يناديه باسمه في خُفوتٍ متواري.

توقف مكانه. بسمل وحوقل. كان الصوت آتيا من خلفه. استدار قليلا نحو مصدر الصوت 

وقد استبد به خوف، اقشعرّ منه بدنيه، وبرودة كست كامل جسمه. تمعن خلفه، رأى ظله ممتدا

على الأرض، تأمله، حرك ذراعه، حرّك الظل ذراعه، مال قليلا، مال الظل قليلا، قفز قفزات بهلوانية، قفز الظل بقفزاته. ضحك، ثم صرخ في الظل. لكن الظل لم يضحك، ولم يصرخ.

أنتبه إلى حاله كان مرهقا والعرق يتصبب بقوة من كامل بدنه.

هنا تذكر ما قال له جده ذات عام: إن الجن تسكن ظل الآدمـي يا ولدي. 

فإن عرض لك مرة أمـرٌ، فلا تحفل به إنه مُجـرد وهم.


يوم :13/12/2022. يحـــــــــــي ـ الجــــــزائر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...