حصان الفجر.. بقلم الشاعر/حسن أحمد الفلاح

 حصانُ الفجرِ

وآراهُ يسجدُ سجدَتينِ في المدى

أو ربّما يمشي ويخطو خطوتينِ 

إلى الأمامْ 

سمعَ الضّجيجَ فأسرعَ لليلِ 

كي يزجي تجاعيدَ الظّلام 

الآنَ حانَ الوقتُ في القدسِ 

لكي نحيا جميعاً في سهادِ الليلِ 

من رهقِ السّلامْ

وأناخَ فارِسُنا حصانَ الفجرِ 

من عُقَدِ الفجيعةِ 

فارتدى ثوبَ الوئامْ

سمعَ الهتافَ على نوافذِ عشْقِنا 

وهناكَ أسرعَ في الخطا 

وبدا يناديهِ الصّدى 

يا موطني هذاالصّباحُ المرُّ 

يقضمُهُ الخِصامْ 

ويحطُّ جعبتَهُ الأخيرةِ عندَ أرصفةِ 

الغمامْ 

وأعدَّ بينَ الأرضِ والقمرِ عناقاً آخراً 

كي يستريحَ على ظلالِ الفجرِ من 

هوجِ الكلامْ

فتلا على رملِ الفضيلةِ سورةً 

كي يرتدي خصرَ الأوابدِ 

في الزّحامْ

ومشى بعيداً بينَ أروقةٍ لعرشٍ 

يحتسي خمراً يسيلُ على رمالِ الأرضِ 

من عرقِ الحطامْ

وهناكَ يرمي خصلةً للشَّمسِ 

من شعرِ الضّحيّةِ في اللظى 

كي يحتسي نخباً جديداً 

من مياهِ البحرِ في سرٍّ لليلٍ

من ترابِ الأرضِ يعتصرُ خصابَ 

الليلِ من صخبِ القيامْ 

وهناكَ يأكلُ من حقولِ الأرضِ فاكهةً

تحنّي من جفونِ الشّمسِ أشرعةَ الخيامْ

وتطيرُ من شمسِ البلادِ فراخُنا

كي تُزرَعَ الأحلامُ في عشِّ الحمامْ

وأراهُ يعتصرُ النّدى 

من ربوةٍ خضراءَ تختزلُ نجومِ الليلِ 

من عسرِ السّلامْ 

وهناكَ تلتئمُ الجروحُ على سحابٍ 

يغزلُ الأنسامَ من عرقِ الختامْ 

لا يشبهُ إلّا رمالاً من بحارٍ 

تغزلُ الأمواجَ من سحبِ الغمامْ

نامَتْ زغائبُ عشْقِنا 

لتهزَّ من غصنِ النّخيلِ عقاصةَ العذراءِ 

من نورِ الإدامْ

لا شيءَ إلّاكَ يهدهدُ طفلَهُ 

في رحلةٍ تنمو على زغبٍ منَ الأشواقِ 

في البيتِ الحرامْ 

يمشي إلى نذرِ الغروبِ على رمادِ الليلِ 

من وهجِ اللظى

كي يهتدي للفجرِ من عقمِ الأنامْ 

حطّتْ مآقينا على رحمِ القبائلِ 

في رياحينِ الأقاحي كي تنامْ

لا الليلُ يختصرُ الأماني 

عندَ أحلامٍ تلجُّ من هديلٍ يرتدي 

زغباً لريشٍ يغزلُ الأنغامَ 

من فرحِ الحمامْ

يمشي ويكظمُ غيظَهُ 

من هولِ أرملةِ المرافئ

كي تعجَّ بالزّحامْ

لا الليلُ يختصرُ الوجودْ 

وهناكَ يلتئمُ المدارُ على نواميسٍ

تحنّي جمرةً للفجرِ من رمقِ الجنودْ 

وهجٌ يلملمُ من عناقيدِ الدّجى

لرمادِ سلسلةٍ من الوطنِ الذي 

تنمو على أهدابِهِ مهجُ الخلودْ 

لا ترملونَ على الحدودْ 

فالجسرُ يختصرُ العبورَ إلى بلادٍ 

من ثنيّاتِ تحدّبُ رحلةَ الأقمارِ 

من بخلٍ وجودْ 

وأراهُ يمشي في قناديلِ الصباحْ 

يمشي ليكتبَ وحدةً أخرى على 

رمدِ المنافي والجراحْ 

لا يشبهُ إلّا رمالاً من بحارٍ 

تسرجُ البركانَ من وهجِ الكفاحْ

وأنخْتَ فجركَ ثمّ أقسَمْتَ اليمينْ 

وأراكَ ترتحلُ بعيداً 

كي تنامَ على ثرى الأوطانِ 

من تعبِ السّنينْ 

لاشيءَ يحملُ من ترابِ الأرضِ 

أوجاعَ الحنينْ

فأراكَ تمشي كلّما رعشَ الضّبابُ بقلبِهِ 

بينَ المنافي 

كي يحرسَ الأكوانَ 

من وجعِ الأنينْ

وأراكَ تشبهُ صورتينْ

شفةُ السّماءِ ووجنةُ القمرِ المحنّى 

من دماءِ الأوّلينْ 

لاشيءَ إلّاكَ ينادي القدسَ 

في رمدِ المدائنِ 

فوقَ أشرعةِ اليقينْ 

وأراكَ تمشي عندما يمشي الضجيجُ 

إلى بحارِ الفاتحينْ

القدسُ في عينيكَ حلمٌ آخرٌ 

يتعاظمُ في رحمِ أرملةٍ 

تنادي الفجرَ 

كي تحيي سويعاتِ الولادةِ 

في مشيماتِ الجنينُ 

لاشيءَ يرمدُهُ السّرابْ 

والأرضُ أرضي في مدارِ الكونِ 

تحرسُها عناقيدِ اليبابُ 

وهناكَ في الأقصى نبدّدُ صمتَنا 

كي نستردَّ الشّوقَ 

من سورِ المصاحفِ للعبيدْ

وهناكَ يلمعُ في البعيدْ 

رملُ الصّحاري من جديدْ

وهناكَ تحيا 

ثورةُ الأقدارِ في القدسِ 

على مهدٍ يحنّيهِ الضّبابْ 

ليغازلَ الأطفالَ في حجرِ القيامةِ 

من تناهيدِ التّرابْ 

لا شيءَ يبقى في المدى 

كي ينسجَ الأقدارَ من سحبِ الغيابْ 

لاشيءَ يوجعني على بابِ القيامةِ 

من تعاويذِ الصّدى 

وأراكَ يا فجرَ العواصفِ ترتدي 

ثوباً من الأقمارِ تغزلُهُ الأصيلْ

ولربّما تحيا قريباً أوبعيداً في ظلالٍ 

من تجاعيدِ الرّحيلْ 

ولربّما تحيا النّساءُ على بكاءِ أرملةٍ 

تجودُ بطفلِها 

كي تحرسَ الأوطانَ

من عسفِ الدّخيلْ 

والقدسُ في بيدائنا وشماً 

يبلّلُ وجهَ إمرأةٍ تنادي الليلَ

مع صخبِ الصّهيلْ 

لا وشمَ إلّاها على قلبِ الصّغارْ 

يمشونَ للقدسِ على جسرٍ 

يخضّلُهُ النّهارْ

القدسُ في وجهِ الفتى عينانِ 

للفجرِ على جسرِ العبورِ إلى فضاءٍ 

يزجرُ الوجهَ المحنّى من لعابِ البحرِ 

من حممٍ الدّيارْ

القدسُ تنزفُ من رياحينِ النّدى

دمُنا المحنّى بالغبارْ 

القدسُ عنوانُ الفتى 

يزجي سحابَ الليلِ 

من شِفةِ القفارْ 

يزجي إلى رملِ الجليلْ

جمراً وصلصالاً ونارْ

برقاً ورعداً في الخليلْ 

يمشي الفتى كي يحرسَ الأقمارَ 

من لججِ العويلْ

يمشي على سحبِ المنايا في اللظى 

كي يرتدي سهماً من الأقدارِ 

في جمرٍ وِبالْ 

يمشي إلى بحرٍ ليكتبَ اسمهُ 

في لوثةِ البركانِ 

من زبدِ الخيالْ 

يمشي ليرسمَ وجههُ في ظلّ شّمسٍ 

كي يخضّلَ شعرَها ويبلّلَ الإعصارَ 

من رمقِ المحالْ

يمشي الفتى في ساحةِ القدسِ التي 

تحمي ظلالَ الفجرِ من عفنِ الدّروبْ 

وأراهُ يحملً رايةً حمراءَ في كينونةِ 

الدّهرِ المحنّى بالحروبْ 

لا شيءَ إلّاهُ ينادي للمرايا مع سحابٍ 

يلفظُ الأنفاسَ كي يحيا بعيداً 

مع ضجيجِ الأرضِ

في غضبِ الغروبْ

وهناكَ يحتضرُ الطّغاةُ 

على صعيدِ جهنّمِ 

الهولِ الذي ينمو على أهدابِها 

في قمرةٍ سوداءَ تحبسّها الكروبْ 

رمدُ الضّحى 

كي يرتدي ثوباً لجسمِ اللهِ 

في لحدِ المنافي 

مع تهاويلِ الندى 

ليردَّ للوجهِ خصابَ الأرضِ 

من سقمِ الهروبْ 

فاطردْ جحيمكَ يافتى 

في فورةِ الاقدارِ 

من ليلٍ يهنّدُهُ سرابُ الارضِ 

من غضبِ القبيلْ 

واطردْ منَ الأهوالِ اسماً 

يرتدي عشقاً 

يلوّنُ رايةً خضراءَ 

من حبقِ القتيلْ 

وهناكَ تحتبسُ البحارُ 

على فضاءٍ 

من رحيقِ الأقحوانْ 

يحيا الفتى 

كي يرتدي ثوباً لخصرِ الشّمسِ 

في سيرورةٍ 

تمتدُّ في كينونةٍ أخرى 

لتحمي رايةً بيضاءَ 

من عُقَدِ المكانْ

لا شيءَ إلّا زهوةٌ 

تحيي ذوائبَ فجرِنا 

من ردهةِ الليلِ الذي 

يتغاضى عن رهقِ الفجيعةِ 

في رمادٍ من حصانِ الفجرِ 

تزمرُهُ تلابيدٌ منَ الأنسامِ 

في رمدِ الزّمانْ 

وهناكَ يحتضرُ السّرابُ 

على فواجعِ شمسِنا 

في ليلةٍ تحيي رمالَ الأرضِ 

من عبقِ الجنانْ 

لا شيءَ إلّاهُ يمدُّ رحيقَهُ ليطيرَ 

من وَثَرِ الثّرى 

كي يحتسي الشّوقَ 

المعبّدَ بالحنانْ 

غطّتْ سواعدُنا مدارَ الكوكبِ 

الموسومِ من قُبَلٍ لأمٍّ 

ترتدي دِرْعاً يخضّلُهُ الفتى 

في رحلةٍ الاكوانِ من آنٍ لآنْ

وهناكَ يرتعدُ الفتى 

في ثورةٍ تحيي منَ البركانِ 

أورادَ الجنانْ 

شعر حسن أحمد الفلاح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...