أضواء على خطبة الجمعة...بقلم الأديب المحاضر د.حسين نصرالدين علي ابراهيم


 أضواءٌ على خطبة الجمعة :

خُطْبةُ الجمعة اليوم المُوافق الخَامِسُ عَشَرمن يُولْيُو2023بمسجد جماعةدعوةالحقِ الإسلامية برأسِ البر، اعتلى المنبرالشيخ الشاب/رزق عبد المجيد خطيباًاليوم،وموضوع الخطبة(كلُ ابن آدم خطاء ٌ ، وخيْرُ الخطائين التوابون) النصوص من المصادِرِالطبيعية الأصيلة القرآن الكريم والسُنة النبوية المُكرمة والصياغة بقلم : حسين نصر الدين :

مُقدمة:قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون(102}من سورة آلِ عمران،وقال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)الآية الأولى من سورة الحج ،وقال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً

كَثِيرًاوَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)الأولى من النساءِ .

كلُ ابن آدم خطاء ٌ،وخيْرُالخَطَائين التَوَابون :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون». ) . حديثُ حسن ، رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد .

فلا يخلو الإنسان من الخطيئة، لما فُطرعليه من الضعف وعدم الانقياد لمولاه في فعل ما دعاه إليه ، وترك ما نهاه عنه، لكنه تعالى فتح باب التوبة لعباده، وأخبر أن خير الخطائين هم المكثرون من التوبة.

وفي تبسيط ِ الحديث : خطاء أي : الرجل الخطَّاء هو الملازم للخطأ.

والتوّابون  :التواب: العبد الكثير التوبة والإنابة إلى الله عز وجل . والتوبة: هي ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة ، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة.

ومن فوائد الحديث : أنه من شأن ابن آدم الخطأ والوقوع في الذنب.  والواجب على المؤمن إذا تلبس بمعصية أن يبادر بالتوبة.  الأحاديث الصحيحة للألباني . والأدب المُرد للبخاري رحمهما الله .

فلا عِصمَةَ لأحَدٍ إلَّا الأنبياءُ ؛ ولذلك كان على الإنسانِ إذا وَقَعَ في خَطَأٍ أو مَعصيةٍ أنْ يُبادِرَ بالعَودَةِ والتَّوبةِ إلى الله عزَّ وجلَّ .وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كلُّ ابنِ آدَمَ خَطَّاءٌ"، أي: كلُّ إنسانٍ على وَجْهِ الأرضِ يُذنِبُ ويُكثِرُ من الخَطَأِ، فقَولُه: خَطَّاءٌ صِيغةُ مُبالَغَةٍ، وأمَّا الأنبياءُ؛ فإنَّهم مَخصوصون عن ذلك،وإنهم لمعصُومُون من الخطأ والزللِ ، وما صَدَرَ عنهم فهو مِن بابِ تَركِ الأَوْلى .

وأن أفضَلُ بَني آدَمَ الَّذين يُخطِئون ويَعصُون هم،"التَّوَّابون"،أي:الذين إذا أذنَبوا رَجَعوا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وتابوا، واستَغفَروا في كلِّ وَقتٍ وحينٍ؛ فمِن سَعةِ رَحمةِ اللهِ تَعالى بعِبادِه،وعَفْوِه عنهم أنْ شَرَعَ لهم التَّوبةَ لِيَغفِرَ لهم الذُّنوبَ،ويَمحُوَعنهُم السَّيِّئاتِ،وجعَلَ بابَ التوبةِ مَفتوحًا في كلِّ وقتٍ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها،أو أنْ تَبلُغَ الرُّوحُ الغَرغَرَةَ . وفي الحديثِ:الحَثُّ على الإكثارِ من التَّوبَةِ مهما بَلَغتِ الذُّنوبُ .

وأضاف الخطيب ُ أن النعمة أن الاستغفار دعوة الأنبياء والصالحين، فها هو هود عليه السلام يقول لقومه: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مدبرين) الآية 52 من سورة هود . وها هو نبي الله شعيب عليه السلام يقول لقومه: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود) الآية 90 من سورة هود .

مُلازمة الاستغفار مرضاة لله عز وجل ، وبابٌ لتفريجِ الهُمومِ :

وتابع الخطيبُ : في مُلازمةِ الاستغفار مرضاة الرب، وإسخاط الشياطين وتكفير الخطايا والذنوب ، وطهارة القلوب ونقاء الضمائر، وصلاح العمل وعلو المنزلة وسعة الرزق وبسط الأمن، ورغد العيش وتفريج الهموم والخروج من المضائق وكثرة العافية والفضائل والأرزاق من حيث لا يحتسب العباد، روى أبو داود وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم:(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل همٍ فرجاً ورزقه من حيْثُ لا يحتسبُ)

وأوضح الخطيب أن من آثار الاستغفار أيضا أنه من أوسع أبواب المغفرة وتكفير الذنوب، روى أبو داود والترمذي والحاكم عن زيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاثاً) غُفر له وإن كان فرّمن الزحف)،فهو دواء للذنوب .

ويقُولُ قَتادة ُ:(إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب،وأما دواؤكم فالاستغفار) أحسن الشيْخُ وأجاد َ ،وإلى جمعة ٍ قادمةٍ إنْ شاء َ الله ، إنْ كان في العمرِ بقية ً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...