. رموش المغيب .
كانت عيونُ الَّليلِ تمشي غافِية
أيقظتُها مرَّة وكانتْ كافِية .
حاكَيتُها بالهمسِ ردَّت هَمسَها
قالت حروفُ العشقِ تُلقى دافِية .
مع أنَّها تعرفْ حدوداً للهوى
تُعطي من الترياق ِ رشفةْ شافِية .
تُحصي رُؤَاها من مقاماتِ الصِّبى
أمَّا الخفايا تُحصِها في الجافِية .
هل تستَرِقْ سَمعاً يُحاذي عُذرَها
أم أنّها بالأصلِ كانت واشِية .
لم تكترث للحبّ حتى أثقِلت
همّاً لِتمشي في الخبايا حافِية .
رغماً عن الباقين قالت إنّني
ما زلت في حفظِ الوَصايا قاضِية .
بلْ أنتَ مُلكي لا تُحاوِل ْ غيرَ ذا
إنّي على نفسِ النَّوايا ماضية .
لن تقتَفي آثارَ وَحيٍ هائمٍ
فالوحي أهداني مزيجَ العافِية .
مُذ أطلَقت ْ تلكَ القَوافي حَرفَها
قالت حروفُ الحبِّ ليست كافية.
أخبرتُها عمّا يُحاذي جوفهُ
قالتْ سأمشي في الليالي الصّافِية .
يا عاشقاً أُعبُر فهذا عالمي
أُتركْ أَثيراً للقلوبِ الواهِية .
مع دمعَتي الأولى ستَسمعْ أَنَّتي
والدّمعةُ الأخرى ستجري ساقية .
لم أختبِر ضعفي هنا أو حيلَتي
لكنّها في الأصلِ كانت داهية .
إذ أضرَمت نارَ الهوى في مُهجَتي
منذُ التقاءِ الروحِ سرّاً آتية .
لو أنّها لا تحتَمل ْ همس َ المساء
ما أبحرَتْ عيناكِ قرب َ القافية .
خواطر لغة المساء.
شعر مهدي خليل البزال.
ديوان الملائكة.
8/7/2023.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق