( لِمَنْ تَشدو)
زَحَفَ التَّصَحُّرُ في القُلوبِ
وجَفَّ يَنبوعُ الحَنانْ
وَتَرَحَّلَ الحُبُّ النَّقِيُّ
عَنِ النُّفوسِ فَقِيلَ: كانْ
والحِقدُ عَشعَشَ في الصُّدورِ
وبَدَّدَ الخَوفُ الأَمانْ
أَمَّا الوَفاءُ فَلا تَسَلْ
قَدْ ماتَ غَدراً ( مِن زمانْ)
وكَذا الصَّداقةُ لَم تَعُد
إِلَّا لِمَصلَحَةٍ لِآنْ
فَإِذا المَصالِحُ أُنجِزَت
فَوراً تَلاشَت كالدُّخانْ
وتَقَنَّعَت جُلُّ الوُجوهِ
وفاضَ بِالكِذْبِ اللَّسانْ
وَتَلَوَّنَت كُلُّ الطِّباعِ
وأَقفَرَت خُضرُ الجِنان
والظُّلمُ صِيغَ شَرِيعَةً
والسَّطو باتَ لَهُ لِجانْ
والحُسنُ صارَ إِثارةً
فَتَفَنَّنَت فيهِ الحِسانْ
والشَّوقُ أَمسى شَهوَةً
في الجِسمِ لا شَوقَ الجَنانْ
والحَقُّ أَضحى نَزوَةً
لِلنَّفسِ لا عَدلاً يُصانْ
فَلِمَنْ تَصوغُ قَصِيدَةً
بالعِشقِ فاضَت والبَيان
يامَنْ خُلِقتَ بِنابِضٍ
كالغُصنِ بالأَنسامِ لانْ
وَحُبِيتَ فِكْراً شاسِعَاً
كالنَّسرِ حَلَّقَ باتِّزانْ
ظَهَرَ التَّلَوُّثُ في العُقولِ
فَأَمحَلَت والسُّخفُ بانْ
فَدَعِ التَّفَنُّنَ في الرُّؤى
فَالفَنُّ صارَ بِلا مَعَانْ
وَمشاعِرُ السُّخْطِ اعتَرَت
مَنْ أَبدَعُوا دُونَ امْتِهانْ
فَإِلى مَتى تَنسى الدُّنا
وتَعِيشُ في غَيرِ الزَّمان
.شعر : زياد الجزائري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق