إشتياق ْ إلى زمنِ الحب .
أشتاقُ إلى كَسرةِ خبزٍ آكُلُها من دونِ منّة،
تحتوي حبّاً إذا غُمستْ بماءٍ ،
تحتوي حُلُماً على لحافِ الهواء ،
تحتوي ضحكة إذا حضرَ المساء .
أشتاقُ إلى ربعةٍ فيها محمد وفيها طنوس ،
وتنّور يلهثُ وراء منقوشة لبنة ،
لبنة الجرّة من أناملِ أمي ،
أشمُّ رائحتها كلَّما لفَّ الهواء .
أشتاقُ إلى خيوط التين المجفّف ،
معلَّقة على الأسقف القديمة ،
وعناقيد الرّمان المخبّأِ على تتخيتة البيت،
كرمى لأمسياتِ الشّتاء .
أشتاقُ لخابيةٍ كان يرقدُ داخِلَها دبسُ العنب ،
لونه يشبِهُ المزاج ولا تُسكِر خمرته ،
من رشفَة واحدة ،
يُشفي الجسدَ العليلَ من أنواعِ العياء .
وأشتاقُ إلى ذلكَ الطفلِ الوديعِ،
نسيت من هم كانوا كثُر فريد ويوسف وجورج،
حسين وإلياس وغيرهم ،
تَجمعُ من أدمعهمْ دلاء .
وأشتاقُ إلى البراءة ِ والعيونُ الساحرة ،
تشبهُ الموجَ أم تشبهُ السّماء ،
إن ضحِكتْ تنقلُ الشمسُ ضِحكَتها ،
ويقطرُ من خدودها الخجلى حياء .
ربّما أحنُّ إلى زمن يتركُ خلفهُ ريح الشتاء ،
خواطر لغة المساء.
شعر مهدي خليل البزال.
ديوان الملائكة .
لبنان بعلبك مدينة الشمس.
13/7/2023.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق