أيُّهَذا العيدُ !...قالت حذام
*
/على الكامل/
*
طافتْ حَــــذامِ بأكْـــؤُسٍ وَمُـــدام
والرّاحُ قدْ أجْـزتْ عليـهِ حَذامِ
قامتْ، تُظـلّـلُها ذيُــــــولُ غمامةٍ
فتقطَّــرَتْ صوْباً على أعْتــامِ
قالتْ، أرَى عُجَرَ الزَّمان وقدْ طوتْ
سُــدُلاً عليْهــا مـنْ سَـدى الآلامِ
والعيْشَ أمْسى غارماً في غَمْــرَة
منْ معْشـرٍ، سكَنـوا إلى ألْغـامِ
وأرى القلوبَ لوَتْ على نزْع الْوئا
مِ، بَــدَّلـتْـــه بنـــزْوة الأرْقامِ
وسَرى الجفافُ بها ،فـراح وُعولُها
ترْعـى بصخْر التـلّ كالأغْنـامِ
ترْنو إلى رَحْل النَّوى نَشْوى كأنَّ
غدتْ، تُطـيلُ جوانـحَ الأعْـوامِ
والقربُ، لمْ تغْنَم بـه سُبــل الوِصا
لِ، ولاهوىً أجْـزى على أحْـلامِ
والحــرُّ، أضْحى في مَسـاراتٍ له
يرْبو، وليْس يُرى على صمّــامِ
فـما بدا إلاَّ لهيـــبـاً لا ظِــلا
لَ لهُ، وقدْ أوفــى من الأسْقـامِ
ومَباهجُ الأعياد، ضاع وهيجها
بجَليـسِ غِــلّ صُحْبةَ النمَّــامِ
قالت: وهذا العيــــد هلَّ هلالُه
فكذا ، أراهُ مُنغَّص الإقدامِ؟
أفراحُه أعصت فلا يحْظى بها
إلا رهيفُ الحسِّ ماتع الإلهامِ
قالتْ: فصوْبهُ لا يُرى في مائهِ
وإنـَّـمــا يسْري على أغْيـامِ
فقلتُ: لا، والله نالَ من الرِّضى
بهَوى العراق ومنْ عَبيرالشّامِ
ومنَ مغاني مصرَ حازَ مغانماً
ترْنو عليّاً، في سَما الأهـْرامِ
ولهُ بمغْربٍ، منْ وِصال أحبَّةٍ
لمُّوا الحُبورَ على ضَنى الايَّام
كَتبوا مَصائرَهم على ورَق النَّوى
خَلطـوا المدادَ بروْنَق الأنسامِ
فجَنا الغَـــلائلِ أوْقـدَ زيتـُــــه
وفــاءَ منـْـــه الخيــــرُ بالإطعامِ
ولقدْ نسجْتُ على الرِّياح خَواطري
وسَقيْتُ حقـلَ الوجْــد بالأنْعامِ
ولمَمْتُ نوْرَ الشِّعر منْ فرزْدقٍ
ومــنَ البَعيث ومنْ أبي تمَّامِ
وذريْتُ ليْعَة صحْوتي ومَنامي
فزرعْتها على جَـوى الأنْغامِِ
وأنا وصَفْوَ العيـــد نُلنا صَبْوةً
والدَّهرُ لوْلا العيـدُ نهْرٌ طامِ
*
*
ع ن ع

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق