يا فرح
يا فرح
لا تهزمني
قُلْ لي بالله كيف تُلَمْلِمُنى
كُنْتَ قديماً تَسكُنُنِي
كُنتَ قديماً تَهواني
تَملكُني
تَغْرِقُني في الأفراح
تعشقني
تذكُرُني لا تنساني
تُؤنسُني
تصنعُني على عينيك
وترفعُني
كُنتُ لدَيكَ قريباً وحبيبا
يا فَرٍح
يامَنْ كُنْتَ كُلَّ شُمُوخِي
هل تسمعُني
هل تجمعُني
وتُلَمْلِمُ كُلَّ الأشْتَاتْ
تحكي لي كُلَّ حكايات
إني أبحثُ عن ذات
قُلْ لِي ياأنتَ
هَلْ مازلتَ
حَيِيَّاً
ونَدِيَّا
أم أنكَ مِنْ بين الأمواتْ
أم أنكَ صِرْتَ كَمثلي أشلاءْ
يامَنْ تنأيَ للأبعدْ
هل في قلبي تتجدَّدْ
يامَنْ عِشْتَ سنيناً بين حَناياي
لَمْلِمْ كُلَّ بقاياي
أرضي مُثْقَلَةٌ بخطاياي
وأنا لاتحملني قدماي
فرياحٌ عاصفةٌ أخذت دنيايَ وأُخراي
ريحٌ عاتيةٌ ماأبقت
خَلَعتْ كل جُذُورِ الأحلام
زرعت في قلبي أوهام
وتَهَاوتْ أرصدتي
وتناءت كُلَّ دُرُوبي
كَثُرَتْ فِيَّا ذُنُوبي
ضَجَّتْ كُلُّ الطُرُقَات
وأنا أتَفَتَّتُ بينَ مَتَاهَاتٍ ومَتَاهاتْ
ودُروبٌ وحُروبٌ وحَكايات
أتأرجح
أترنَّح دُونَ ثَبَات
مابينَ الحاضر والماضي
وأنينُ الساعات
يا من تغفو فوق جدار القلب
وفوق حنين الذات
يامن تتركني كي امضي وحدي في هذا العالم
وفررتَ بعيداً كي تنجو من عشقٍ يُنجيكَ
ويُرضيكَ
فبقيتَ رُفاتاً بين الأموات
وفَرَرْتَ لكي تُفْلِتْ
ياوَيْحَ الإفلات
يا ويحى لو أعشقْ
وأضيعَ بنشواكَ ونجواك
ياويحي لو أُسْرَقَ أو أُغْرِقْ وألُوكُ الآهات
تقتلُني أنَّاتْ
بل يطويني صَمْتٌ وسُكَاتْ
يا ويحي لو جاءَ اليوم لينكسرَ الحُلم وتُطفي الشمعات
هل جاء اليوم لكي اتخبو فرحةُ قلبي
وتسيلُ علي خَدِّي دمعاتْ
وَيلي
يا ويلي
ياهَوْلي
ويا لمرارةَ تلك اللحظات
هل تذكر لما جِئتَ
وقدمتَ فُرُوضَ الطاعات
ثم رحلتَ بعيداً و جفوتَ
فَجَفَّتٍ كُلُّ بساتيني ورياحيني
وماتت كُلُّ الأوقات
واندحرَ الزمنُ الرابضُ فوق ضلوعي
وتَدَاعت أمكنةٌ ومسافات
آهٍ مِن حُلُمٍ لم يَبْقَ
آهٍ مِن وَهْمٍ لم يَرْقَ
آهٍ مِن ظُلْمٍ قتلَ الشَّوْقَ
آهٍ مِن لَيلٍ طالَ بآهٍ وأنين
آهٍ مِن وَيْلٍ لم يأبَهْ
جَمْرٌ مُسْتَعِرٌ ينهَشُ في جِسمي
ورياحٌ تعصفُ بالجَسدِ السَاجِي
آهٍ ياأمَلٍ أحرقني
مَزَّقني
فَرَّقني
أنْهَكِني
أهْلَكَني
كي أبقي أشلاءً ورُفَات
آهٍ ياعُمري
آهٍ يامَن أيقظتَ وأشعلتَ الحُبَّ بإحساسي
وبقيتَ كأغلي الناسِ
كُنتَ دماءً تجري بوريدي
كُنتَ حُضوري وحُبُوري
كُنتَ الطفلَ بأحضاني
ألبستُكَ ألواني
أسكنتُكَ في نِنِ عُيُوني
ووهبتُكَ أنفاسي
ورحيقي
ووضعتُكَ عقداً في جِيدي
آهٍ ياقلبي هل ضاع حبيبي
هل يصفو بعد الآنَ شَرابي
أم أن الكَدَرَ قد عَكَّرَ طِيِبي
هل تصفو أيامي
هل تحلو أنغامي
ويؤوبَ سروري وغرامي
وتطيبَ النفسُ بمن يُحييها
من وطئِ الأسقامِ
رَحَلَتْ عني تراتيلي
وتَبَاتيلي
ضاعَ من دربي دليلي
وبقيتَ بذكراكَ الثكلَي
نائحةٌ تهذي لي
وخيالُكَ مَمْجُوجٌ يَسَّاقَطُ فوقَ مُثُولي وذُهُولي
يا من كنت حبيبي ونصيبي
يا فرحاً أفرخَ في قلبي كل صدودي
ثَبَّتَّ في أرضي جُذُورَ الأوهام
يامن قَدَّمْتُ إليهِ قرابيني ونذوري
كي أحلم
كي أنعم
كي آمنَ من خَوْفٍ أو حَتْفٍ
إرحل لاتخجلَ أو تَوْجَل وتَعَجَّلْ
لا
بل
لاترحل
واقبل مني فشلي وخُنوعي
قدمتُ بين يديك خُضوعي
لاترحل وابْقَ البَلسمَ كي تُشفي كُلُّ جُروحي
إبقَ
كي تُشرقَ شمسٌ في كَفِّك
لاتَرحلْ كي أنهلَ من عطفك
لاتَرحلْ فَرحيلُكَ
حتفي أو حتفك
لا تَرحلْ فأنا الآن
من وهمكَ لاأخجل
صَدِّقْ
ماعِشْتُ حنيناً إلا بِـ قُربِكْ
ماذُقتُ بعمري مِزَاجاً إلا من نَخبك
أنتَ الدفءُ الساري والنهرُ الجاري
بأنحائي وآنائي وآلائي وأشلائي
وخَيالٌ طُولَ اليومِ يُهدهدني ويَشدُدُني
ويُؤرجحُني
ويُطوِّحُني
يأخُذُني فيطرحُني
أهواهُ وأتوهُ بنشواهُ
وأضيعُ زماناً بينَ حناياهُ
يلقاني وألقاهُ
لا ترحل فأنا الآ عرفتُ بأنكَ أكملَ بل أمثل
محبوبي يامن عَذَّبْتُكَ أزماناً بينَ دروبي
ها قلبي الآنَ يُناديك
ويَدعوك بأن تصفح
أنتَ الأوضحَ والأصلحَ والأفصحْ
أنتَ البسمةُ والفرحةْ
هاقلبي مفتوح
ويلوحُ بأن تأتي
كي تسكنَ فيه
أن تحيا العمر بلياليه
في سركَ سرٌّ لا أُفشيه
في سرِّكَ سرٌّ وكفاح
بل قصةُ عشقٍ أحياها
إحياني
ولتبقَ بقربي
أنتَ القابعُ في قلبي لاتبرح
أنتَ الساكنُ في روحي لاأُشفي منك
فها قلبي سكنٌ لَكْ
ها قلبي سكنٌ لَكْ
محمد صادق
٢١ديسمبر ٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق