حوار
فريدة عاشور
........
وقالَ لي مُعاتبًا
كيف هجرتِ ضَيعتِي
من حيرتي
أجُرُّ خَلفِي غُربتِي
مُرتَعدُ الروحِ وأشكو لوعتي
قلتُ لهُ غاضبةً
قيدك يُدمي راحتي
يضِيقُ بي ليلى ويسبي دمْعتِي
أخطاؤك الكبرى تجولُ في دروبِ صْمتِي
فيصرخ السُّكون فوق ثورتي
قالَ وهمسهِ يراودُ المنى
لا ليس بى خطيئةً
وأنت نبض مهجتي
اقتربي منّي تعالِ واخْضعي لسطوتي
مسامك التي تناشد الهوى أحسها
شوقك للوصل يتوق صحبتي
لينهل العناق من سحابتي
قلت له والعين تخفي دمعتي
صراع وجداني يناشد الهوي
وكبريائي يرتدي ثوب النّوى لا يهتدي
ناشدته بكل عطفٍ أن يعين مقلتي
من دمعها ناحتْ حواسي كلّها
لكنّه أبى نداء رغبتي
قال وشوقه يحاصر الهوى
تعال واسْكني هنا بغفوتي
ليسقط الهجر بجبِّ نشوتي
وتلعقي الأنين من شفّتي
فدونك القلب الحزين يستبيح شقوتي
ألم ترِ اغْتراب قلبي والضنا
ألم ترِ الدماء في دمْعَتي
القي الشكوك في عيون مهدها
أراكَ في قلبِ الهراءِ ترتجي نهايتي
عودي إليّ مثلما عرفت حبيبتي
قلت وقد تقت له
قلت كفى عتابًا
فأنتَ أبْجَديَّتي
لقياك كان مولدي
و في يديكَ بهجتي
دعنى أناجي شغفي وسطوتي
جُنُون حُلمِي ونداء ثَورتِي
دنا بشوقٍ جارفٍ
اقْتربِي كونِي بعمقِ المهجةِ
كونى صفاء الرفقةِ
التقى بي أكثر أكثرْ
نامي على أنْسِجَتي
لبّى ندائى ياأمان رفقتي
فَقدْ هَمَستُ للهوى بكلمَتي
كونى أنا للمنتهى
كوني عشيرتي وكوني عزوتي
قلتُ وضعفى انهكني
بقربك الهوى يذيب قدرتي
ونزواتك نسيتها برغبتي
إن عدت عدنا لن اهتدى
عند بزوغ الفجر تجنى طلّتي
تَحضن قُربى وتنير ظُلمَتي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق