جاء الخريف
جاء الخريف و نسجت من الأوراق جسرا
نحوك يا أبي
جسرا لم ينقطع منذ سنين
يزداد كلما أمطرت السماء و روت قبرك
بكل حب و حنين
جسرا من الأوراق الصفراء المتناثرة
و من قطرات الندى
على تلك التلال
الاتلام تسألني لما غاب
صاحب الأرجل و الأيدي
لقد كان بنا رفيقا
جاء الخريف و سألني عنك الزيتون
كما قبله الزيزفون
لست وحدي افتقدك يا أبي
رغم السنين
و حالنا
حالنا المكلوم
الارض المتروكة
و الدلو المعطلة و البئر
الكل اشتاق لك كما انا
حتى بئر السنين
ماؤها اسن
الدمع تحجر في المقل و العيون
جاء الخريف و الأرض ثكلى
بدون بذور
فأسك أكلها الصديد
يا ليتك هنا يأبي
أضمك إليّ كرضيع
أحملك على أكتافي
أطوف بك كما كنت تفعل بي
أسعى و أرمي الجمر معك
ليتني مت قبلك
و لا اشتاق و أكتوي
فوزية مجاهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق