***قدري...***
أمشي...وخطاي مترددة...
...عيناي مفتوحتان...
وبالكاد أستطيع الرؤية...
كما لو أني أرى سرابا...
في ظهيرة يوم مشتعل...
سراب يبتلع واحة
الوصول إليها متعذر مستحيل...
كم حذرتني أمي...وقالت:
لا تتوسدي ،يا ابنتي...
عتبات الأبواب الموصدة...
ستطاردك الكوابيس...
وسوف تتعمق جراحك...
وليلك سيكون بلا نهاية،طويل...
يا ابنتي...!
لا تدعي ألحان نايات الربيع...
تحلق بك خارج حصنك...
سوف تتعبك المسافات...
وستدمي قدميك،الأشواك...
وسوف تنهمر دموعك كما السيل...
يا ابنتي...!
إنك،إذا تخطيت أسوار حديقتنا...
سوف تبتلعك طواحين الحياة ...
وتتوهين في أزقة البؤس والشقاء...
وستجدين نفسك بلا عنوان...
وتضلين طريق العودة إلينا...
يا ابنتي...!
لاعبي الفراشات...
وداعبي ورود الدار...
تحدثي،كما في الحلم،مع النحلات...
وإذا نال منك التعب...
نامي بسلام في حضن دوحتنا...
كم كانت أمي محقة في نصيحتها...!
لكني لم أعد...
تلك الفتاة الصغيرة بظفيرتين...!
لذلك كانت أمي مخطئة في توقعاتها...
نسيت أمي أني كبرت...!!!
ولم تنتبه إلى اني إشتد عودي...!!!
وأنها ،صارت بلا سبب كل تخوفاتها...
يا أمي ...!
لقد نادتني الحياة والطريق طويل...
وحتما سأواجه أقداري ،وجها لوجه...
وكغيري...سأقاوم باستماتة ...
وسأصمد ،حتى لو كان حظي قليل...
فكل ما أريده،هو أن يقال لي:
أُسْعِدْتِ صباحا ...!
يا محاربة لا يشق لها غبار...!
وأسعدت مساء ...!
ياغيمة مسافرة في جنح الليل...!
بقلمي
فاطمة محمد العيساوي
المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق