المعلم الذي قبل يد التلميذ.. بقلم الكاتب والإعلامي/محمود محمد زيتون

 المعلم الذى قبل يد تلميذه!


فارس الخوري (١٨٧٣- ١٩٦٢ م) مفكر وسياسي ووطني سوري. حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم من جامعة دمشق وعمل معلمٱ في الجامعة، وعين عضوٱ في مجلس الشورى وعضوٱ في المجلس العلمي العربي بدمشق،  وعين وزيرٱ للمالية  ،  ثم انتخب رئيسٱ للمجلس النيابي في عام   (١٩٣٦) ، وعين رئيسٱ لمجلس الوزراء السوري في  عام (١٩٤٤)رغم أنه

(مسيحي بروتستانتى).!

ومن الغرائب أنه عين وزيرٱ للأوقاف الإسلامي ، وعندما اعترض البعض  ،  خرج نائب الكتلة الإسلامية ؛ ليتصدر المعترضين قائلٱ :

«إننا نؤمن فارس بك الخوري  على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا.»!

كان فارس الخوري متحررٱ في أحكامه، عميقٱ في تفكيره، صائبٱ  في نظرته للإسلام. 

وقد قال عن الإسلام: «لا يمكننا محاربة النظريات الهدامة التي تهدد المسيحية والإسلام ،إلا بالإسلام».!

وفي عام (١٩٤٥) اشترك في توقيع ميثاق الأمم المتحدة نيابة عن سوريا.

وفي عام ( ١٩٤٧)انتخب رئيسٱ لمجلس الأمن الدولي.

وذات مرة جلس مكان المندوب الفرنسي،الذى اشتاط غضبٱ منه فرد عليه ردٱ تاريخيٱ وقال :

«إنك لم تتحمل أن أجلس على طاولتك لنصف ساعة  ،  فكيف تقبل أن تبقى جيوشك في بلدنا ما يزيد على خمسة وعشرين عاما.».!

ونال على إثرها قرار استقلال سوريا من الإنتداب الفرنسي.

وعندما أعلنت فرنسا أنها جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق  ،  قصد إلى الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد  المنبر وقال :

«إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين،  فأنا المسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله»!

فأقبل عليه المصلون وحملوه على الأكتاف  ،  وخرجوا به إلى أحياء دمشق في مظاهرات حاشدة  ،  ومشهد وطني فريد !

ومن مآثره الإنسانية الخالدة  وفي إحدى محاضراته التي كان يلقيها  في جامعة دمشق.. دخل عليه طالب متأخرٱ عن المحاضرة ، فسأله عن سبب تأخره ، فارتبك الطالب وتقدم من المنصة؛ ليشرح للأستاذ سبب تأخره ،  وقال إنه يشتغل فحامٱ في الليل؛ ليحضر المحاضرات في النهار...عندئذ وقف الأستاذ،وأمسك يد الطالب وقبلها أمام الطلبة وقد ترقرقت عيناه بالدموع..!

وقد منحه الرئيس الأسبق (جمال عبدالناصر)  - بصفته رئيسٱ للجمهوريه العربيه المتحدة - في عام  (١٩٦٠) جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية  ؛ جزاء ما قدم لوطنه والإنسانية من علوم وقيم.

                  بقلمي

    محمود  محمد  زيتون

     كاتب وإعلامي مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...