معركة المستقبل.. إستثمار العلم وإقتصاد العقول.. بقلم المحلل الإقتصادي/د. نبيل الهادي

 .... معركة المستقبل...إستثمار العلم وإقتصاد العقول .......


بقلمي محلل اقتصادي... د نبيل الهادي 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....وبعد....... فإن التطور العلمي والمعرفي والإستكشافي والصناعي المستمر في كافة مناحي الحياة.. قد نتج عنه تنوير تنوير العقول وتحفيز قدراتها على التمعن والبحث والدراسة والتركيز ووالادراك والتفكير العلمي والاستنتاج العملي الذي أوصلها إلى الدقة والتميز والابداع العقلي و الفكري الشامل الذي كان طريق الولوج إلى  بوابة الابتكار والتصنيع والانتاج والاختراعات بانواعها ... والتي بدورها عملت على راحة البشرية من اعمال ومهام مضنية إستطاعت الالة تحل محل الانسان في معظم تلك الاعمال والمهام المتعبة والشاقة ...وبإمتياز توفير  الوقت والجهد وقللت الكلفة المادية المنفقة عليها قبل اختراع وتصنيع هذه الالات الاتوماتيكية الحديثة ... مثل السيارات والغسالات وغيرها ...ونقلت البشرية نقلة نوعية وكانت ثورة عملية صناعية عملاقة بكل مناحيها ومعانيها ..... ولاشك أن تلك تلك النقلة والثورة قد أوجدت لتلك الدول الرائدة في هذا المجال مجال البحث العلمي والتقدم  التصنيعي ..سوق عمل جديدة ودخل ومردود إقتصادي هائل جدا يعد الان الركائز الاولى والاساسية في إقتصاد تلك الدول الرائدة وشركاتها القابضة والعملاقة ...الامر الذي جل تلك الدول تصب جل اهتماهما وتركيزها على هذا الجانب الاقتصادي المهول المبني والمرتكز تماما على إستثمار العقول المبحرة في امواج وعمق العلم والمعرفة والبحث العلمي  والتصنيع ... فإهتمت بهذه العقول أيما اهتمام وهيأت لها كل أسباب التفرغ التام للعلم والبحث والاختراع والتصنيع وكل الاجواء  الملائمة والظروف المناسبة لمزيد من التطور والتقدم والابتكار ...من  معامل وراحة واهتمام وامتيازات خاصة ورواتب مغرية وميزانيات ضخمة وتبني تلك الشركات العملاقة التي خلقتها واوجدتها.. تلك الشخصيات والعقول العلمية تبنيها المادي للبحث العلمي واستثمار تلك العقول وتخصيصها لمبالغ ضخمة من ميزنيتها في خدمة هذا المجال الاسطوري الرائد ... فزاد ابداع العقول وزادة الابتكارات والبحوث وتطورت الصناعات الالات في تقنيتها ونظامها ودقتها وسرعتها وسهولة استخدامها من مرحلة الى الى افضل منها وهكذا .....وهذا طبعا قد جعل تلك الدول الغربية تكتشف أن هذا المنجم الماسي الخالد والذي نقصد فيه إستثمار العقول هو منجم المستقل الذي لا ينضب ابدا والاغلى والاهم من البترول والذهب وكل ثروة معدنية او حيوانية .... وان الاهتمام بهذا المولود الجديد هو سوق الثراء والرخاء الاقتصادي المضمون ارباحه وعائداته المالية المهولة والخيالية .....لذا فقد كان الهدف الاول في التوجه الغربي العالمي....وحددوا مؤشر بوصلتهم الاقتصادي...نحو هذا الاستثمار المالي النوعي الجديد .... هذا التوجه الذي وبدون مبالغة كان السبب الرئيس في نقل تلك الدول الغربية المستثمرة فيه من الحضيض الى القمة.. ومن اللاشيى الى كل شيى...نقلهم الى عالم أخر لم يكونوا ليحلموا به ابدا ...رفاهية ... رخاء ... ارتفاع نسبة دخل الفرد في تلك الدول ومجتمعاتها الى عدة الاف من الدولارات في الشهر الواحد ...ولذلك. سمت نفسها بدول العلم الاول ..... وكمثال فان شركة واحدة كشركة ميكروسوفت  دخل مالكها السنوي يقدر بمليارات عديدة جدا يساوي او يفوق اقتصاد عدة دول عربية لسنة كاملة ....ولو نظرنا الى محمول أو جوال سامسونج أو أيفون ...نجد انه عبارة عن قطعة معدنية + قطعة زجاجية ذكية + فلاتة داخلية....وهذه القطعتين تحوي داخلها ابداع وذكاء العقل البشري جوال فيه عجائب الدنيا.وخدمات الية ورقمية مذهلة ... وهذه القطع بعد تصنيعها لا تكلف الشركة المصنعة اكثر من بضع دولارات وتقوم الشركة ببيعه لاكثر دول العالم بمئات وبعضها بالوف الدولارات مئات الملايين. من شعوب العالم تقتني هذه الهواتف والجوالات بل وتنتظر اصدار الحديث منها بفارغ الصبر ...لتجني الشركة ارباحا ارقامها كالخيال.لكثرة مبيعاتها ... هذه العائدات المالية التي لا تحصل عليها حتى الدول الغنية والمصدرة للنفط ومشتقاته ... واعتقد اننا الان عرفنا حجم الاستثمار بالعقول والعلم ...الذي يتجوز الزمان والمكان .... ان دول مثل هذه تمتلك تلك العقول وهذه الشركات التي انتجتها تلك العقول لم تعد بتلك الحاجة الماسة لاستخراج ثروات اراضيها.رغم اهتامهم طبعا بهذا الجانب الاقتصادي ... ولكن العادات المالية من تلك الشركات المصنعة في تلك الدول كافي ويفيض لرخائها وغناها واستقرارها الاقتصادي فدولة مثلا مثل.فرنسا او امريكا .... لديها شركات مصنعة للسيارات..  الطائرات .. السفن .. الاغذية .. الاجهزة الالكترونية ... الادوات المنزلية ..الهواتف..  المعدات الثقلية والخفيفة..والصناعات المدنية والعكسرية والحربية والمتوسطة ..قطع الغيار ..الاقمشة ..الملابس..  التقنية الحديثة... البرامج والبرمجة ... الهندسة ...تصنيع الادوية والاجهزة الطبية .. و ...و ..و. و اشياء كثيرة لا مجال لحصرها ....وكلها تشهد عبقرية وابداع وعلم واعجاز العقول العلمية المفكرة والمبتكرة......  تصوروا ان مصنع واحد او  شركة واحدة من شركات هذه المصنوعات الحديثة لها دخل سنوي يعادل او يقارب اقتصاد بعض دولنا العربية المنشغلة بالنزاعات والخلافات فيما بينها ... والغارقة بااوحال الفقر والجهر والمرض والمعتمدة على استيراد كل مقومات حياتها واحتياجاتها من تلك الدول الغربية المصنعة والرائدة ... الامر الذي ادى الى نوع خطير من الاستعمار الاقتصادي والفكري لهذه الدول العربية من تلك الدول الغربية المصنعة والثرية بفعل العجز والفقر والحاجة ... وهذه كارثة من اكبر الكوارث على بلداننا ومجتمعاتنا العربية .... الامر الذي ادى إلى إحباط وفشل وانزواء ومحدودية لعطاء العقلية العربية والاسلامية دنل بلدانها .... رغم انها خارج حدود تلك بلدانها وجغرافيتها ... نجد انها عقول مفكرة ومبتكرة وعلمية رائدة ولكن في بلدان غربية تستثمرها لصالحها هيى وتاخذ خلاصة علمها ومعارفها لتضمه لحضارتها الغربية وسبقها العلمي وبرأة اختراعاتها وابتكارتها ونهوضها ....... إن المعركة الاقتصادية  اليوم ...وما لها من تبعات سياسية وهيمنة عالمية .... لم تعد معركة ثروات نفطية ومعدنية ومناجم و وكنوز .... بل تعدت ذلك بكثير وانتقلت ونقلت تلك الدول الى ميدان اخر وسلاح جديد قوي وثابت ومضمون لا يعرف النفاذ او النضوب.. سلاح اسمه استثمار واقتصاد العقول ...سلاح ذكي ومتطور تحكمه وتبرزه وتفرضه التكنلوجيا والتقنية الحديثة والمتطورة باستمرار والتي لا غنى لاي مجتمع او فرد عنها في وقتنا الراهن بالاضافة طبعا الى الموارد الاساسية الاخرى التي تعتبر حاايا مقوم ثان لاقتصاد تلك الدول  ...... فهل نعي نحن العرب والمسلمين ذلك ..... وهل ندرك حقيقة ومرارة وذل وامتهان واهانة  وصفنا بدول العالم الثالث .... اننا في عصر العولمة والهيمنة لقطبي ونظامي  الرأسمالية والاشتراكية والذين هما خلاصة عصارة تجارب بشرية تحاول الارتقاء بحكمها وانظمتها وسير الحياة فيها بشكل افضل فوصلوا بعد كل هذا العناء والتجارب لمئات السنين الى هذين النظامين العالميين ... والذين عند مقارنتهما بالنظام الاسلامي ودقة تفاصيله وتميزه وعدالته وتفرده المطلق بالصدارة والجدارة والامتياز بلا جدال اوادنى شك لانه نظام الله المعجز لكل البشر ...والذي لايساويه او يقاربه اي نظام بشري اخر مهما تطور او وصل ...  اننا ورغم امتيازنا بنظامنا الالهي الفريد عن انظمتهم الوضعية .... الا انهم اخذوا باسباب العلم والعمل فإرتقوا الى أعلى مصاف .... ونحن ذهبنا بنوم عميق ورضينا بان نكون اليد السفلى المحتاجة والعاجزة .... فكانت المعادلة الواقعية المنصفة ...... نحن بنومنا جنينا فقرنا وجهلنا وحاجتنا وتدخل القوم بدولنا وارضنا وسياستنا .... وهم ببحثهم عن العلم واخذهم باسبابه بجد وصلوا الى الثراء والاستقرار السياسي والمادي والى التخمة الاقتصادية ونموها المستمر... واعطى لهم.فرصة استعمارنا في كل شيى حتى في افكارنا واقتصادنا والاعتراض على نهج حكثنا وسياستنا  ودستونا الاسلامي المحدد لكل امونا الدينية والدنيوية وحتى في قوتنا الضروري ولا حول ولا قوة إلا بالله .... إلى ذى الحد وصلنا ..... فهل من صحوة من هذا السبات والنهوض واللحاق بركاب القوم ومنافستهم 

..... فقد طال نومنا وعظم السبات حتى ظن أؤلئك القوم مستبشرين وفرحين  ..... بأنه الممات ................. .... ... .. المحلل الإقتصادي د نبيل الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...