راحلون..
بقلمي:فاتن.
راحلون نحن ..
كما ترحل الأمواج
عن شاطئ المصيف..
في نوبات الجزر
بعدما غمرته..
بصخبها..
بعنفوانها ..
بزبدها الكثيف..
راحلون وتاركون
بقايانا من آثار
لنا أو علينا تشهد..
من الجاريات ..
في الفكر وصالح الولد..
راحلون..
بعد أعمار طالت حتى بلغت
من الكبر عتيا
أو ما كادت تستوي على
صهوات الحياة
حتى سقطت
وغادرت..
وما تزال نديا..
راحلون..
ونحن الذين عمرنا الزوايا..
وملأنا الفضاءات
وركزنا الأعمدة..
وحلمنا..
أن لا زوال و لا ترحال
ولا موت آت..
و ظننا أن دوام الحال ..
ليس من المحال
ظننا..وظننا..
ونسينا..وتغافلنا
أنها ترمق من بعيد
و من قريب..
بعين المتوثب
الرقيب..
وتحيك لنا بلا
كلل ثوب السفر
الرهيب الكئيب ..
وفي كل يوم يمر
تزيد إلى مركبنا
الأحدب مسمارا
ولوحا جديد ا
قده منشار من زمن
لا يتوقف ابدا
وعن مساره ..لا يحيد..
لكن نحن ما نزال
في غمرات الحياة
تائهين.. غافلين ..
مغيبين لعدة السفر
نجمع من حطام الدنيا
وزيف متاعها ونزيد..
ما يثقل الخطى
ويهد الكاهل..
ويلهينا عمن هو أقرب
إلينا من حبل الوريد..
حتى تدق ساعة الرحيل
فنمضي
بلا وداع
ولا متاع..
ولا زاد خفيف ولا ثقيل..
الأجساد تتوارى
خلف أكوام الثرى ..
وتختفي الأسماء والصور
من أفواه وأعين الورى
القريب منهم قبل البعيد..
حتى يعود ذكرها
من قبيل المستحيل.
د.فاتن جبور
سفيرة السلام العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق