« ذات ليلة »
في ليلة ماطرة ..
بينما أمشي في أزقة المدينة .. الأضواء فيها ضبابية خافتة .. ودورها مظلمة موحشة .. أدهشني هدوؤها الغير طبيعي .. ثيابي صارت مبللة .. لم أعد أهتم لشدة المطر .. ولم أعد أنتقي خطواتي .. صرت أعيش جو المطر .. وأستمتع بالمشي فيه .. فاجئني في طريقي .. تابوت مطروح نهاية الشارع .. لا أرى أحدًا هنا .. لا أصوات أسمعها .. إلا حفيف الريح وهبوبها .. وأصوات الرعود وقوة البروق .. جميعًا تملأ المدينة رعبًا .. وكأنها تستهدف التابوت .. قوة البروق تضيء المكان من حولي .. وأصوات الرعود لا تنقطع .. كاد البرق لمرات يستهدف التابوت .. وزخات المطر صار وقعها على جسدي .. كما لو كانت مسامير .. سويعات وإذا بصوت الريح يرتفع أكثر وأكثر .. وكلما ارتفع زادت شدة الريح .. وكأن مصدره ذاك التابوت .. وبدأت أشعر ببرد شديد .. حتى أن أسناني تدق .. في بعضها البعض من شدة البرد .. يا إلهي .. ماذا عسى يكون داخل التابوت .. في توجس وقلق .. أقترب من التابوت أمد يدي في إرباك وفي تردد لأفتحه .. قوة الريح تحول بيني وبين لمس التابوت .. وإذا بي أسمع صوتًا من داخله يخاطبني .. لا داعي لأن تحاول فتح التابوت .. نحن سكان المدينة .. أنهكنا الساسة .. أنهكتنا الحياة .. أنهكتنا الحروب .. وأوصلتنا إلى داخل هذا التابوت .. لم يعد أحد يسكن المدينة .. حتى إنه لم يبق أحد .. ليحمل التابوت .. إلى المقبرة ..
1 8 2022 م
✍ « لطف لطف الحبوري »

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق