الخلط بين الحقيقة والوهم....بقلم الكاتب أحمد علي صدقي


 الخلط بين الحقيقة والوهم!!

في زماننا هذا، اختلطتت الحقائق بالأوهام. ضاعت الحقيقة بين ما هو ذكاء إنساني، وما هو ذكاء اصطناعي، وما هو حقيقي، وما هو خرافي. لم يعد هناك تفكير فيه نفس إنساني، ولا طعم له ذوق طبيعي، ولا تحليل فيه من الجهد ما يشعرك أنه نبع من ذكاء إنساني تطلب وقتا لإنجازه، بل الكل اعتمد على خوارزميات تنتج ما كان ينتجه الإنسان من تفكير بسرعة فائقة لا يدركها ذهن هذا الإنسان، الذي بات ضعيفا أمام تفكيرها.. 

أن يقع هذا ويختلط هذا بهذا، هو شيء ليس خطأ، بل هو برنامج يريد به من يسيرون الأمور، تسهيل تدجين الإنسان العادي للخضوع لما هو قادم منهم من استعباد وتسخير لمن حولهم لخدمتهم..

فجعل إنسان تائه بين حقيقة مرة يعيشها وأوهام وافتراءات خلقوها له يتيه في أغوارها، هو وسيلة ناجعة لترويضه..

 الإنسان بطبعه متمرد على كل ما يناقض فطرته السليمة. ولذلك يرى من يتولون الأمور، أنه صعب أن تعبث بعقل إنسان، بدون أن يعترض وهو واع بما تضمره له من أشياء تريد تسخيره بها لأغراضك.. لهذا الغرض، ولتسهيل الأمول، يسعى هؤلاء لخلط الحقيقة بالأوهام والإفتراءات لزوغان الإنسان عن فطرته و جعله لا يفرق بين الحقيقة والوهم. لأن الإنسان لما يتيه، يحتار في أموره، ويجهل طريقه، فقد يصبح محتاجا لمن يخرجه من تيهانه وتوهانه. ويصبح مضطرا لوجود من يعينه ليجد طريقه. وحينها يتدخل هؤلاء المفترون، اصحاب النيات المبيتة والذين لهم أغراض، أن يصححوا المسار. يمكنهم حينها، بسهولة وضع القطار فوق سكة تؤدي إلى تلك المحطة المنشودة التي يريدون لنا النزول بها والمكوت فيها. فهم أوجدوها و أسسوها وافتعلوا قوانينها للسيطرة علينا. فهم وحدهم يعرفون كيف يسيرونها ولم يعد لنا حينها تدخل في الأمور لأننا جهلناها وجهلنا أنفسنا هي الأخرى.. مجرد سواعد قوية لهم، أصبحنا..

 وهكذا بخلط الأوهام بالحقيقة يصل من يهمه الأمر لتدجين من حوله فيصل بسهولة لأغراضه...

أحمد علي صدقي/المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...