فقاعة حلمت أن تكون إنساناً
-----------------------
1
ذات زمن
كنت شجرةً من عظام
ينقُرها طائرٌ أعمى
يبحث عن المعنى
في لحاء الندم،
2
داخل كوكب ما
لا أعرف اسمه
امرآة أحببتها
كانت ثِرثارة متنكرة
بالصمت
كلما اقتربت منها
أختفى جزءٌ مني
حتى بقيت مجرد
تنهيدة في ممر زمن مهجور،
أنجبت منها ظلاً
يخاف من الضوء
يُدَّرِس الفلسفة للغبار،
3
العالم انعكس في قطرة دم
قلتُ:
هذا وطني.
ثم لَعِقَته زهرة ذابلة
واختفى كل شيء
إلا بكاء بلا سبب
ينبع من فمي
حين أنام،
4
كل ليلة
يرتدي جسدي اسماً جديداً
أبحث عني في المرايا
كاللص الذي فقد وجهه
بين جثث الصِوَّر.
5
جاءني ملاك
بهيئة مصباح محترق
وقال: "صديقي،
حتى الآلهة لم تعد تؤمن بشيء،
فلماذا أنت تصر على البكاء؟"
6
جلستُ في مقهى خارج الزمكان
أمامي كأس مليء بالاحتمالات
أشرب منه الغد
وأتقيأ الأمس
ثم أدفع الحساب بالنسيان،
7
في جنازتي
حضر الغيابُ وحده
يرتدي بدلةً من الصمت
ويقرأ نصًّاً كُتب بالحبر الأبيض،
"كان يتظاهر بأنه موجود
حتى صدَّقه الوهم."
8
عندما حاولوا دفني
انكشفت الأرض ورفضّتني
قالت: هذا ليس جسداً
"هذا خطأ مطبعي
في جملة الحياة".
سعيد العكيشي/ اليمن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق