شهقة النور في ليل عاشق...بقلم الشاعر بوزيد كربوعي


 شهقة النور في ليل العاشق.


يا أنثى الحضور الذي لا يُسمّى،

كيف تسللتِ إليّ، 

كقطرة فجر على جفن ناسكٍ متعب؟

كيف صرتِ ملاذًا بلا عنوان،

وسُكرًا لا يحتاج إلى كأس؟

كأنكِ ومضةٌ،

خرجت من تأمل وليٍّ في لحظة صفاء،

أو رعشةُ إلهامٍ مسّت جبينًا أنهكه الانتظار.

كأنكِ نشيدٌ لا يُنشد، 

بل يُرتّل بخشوع في دروب الضائعين.

حين أغمض عيني،

تمشين داخلي كنور يعيد ترتيب فوضاي.

كأنكِ تقرئينني من كتاب لم يكتب،

وتكتبينني في غيب لا يبلغه زمن،

حيث لا شيء سوى اسمكِ يرتجف في صدري،

وصوتكِ يعيد خلق الكون في داخلي.

يا زهرةً نبتتْ في عتمة دهشتي،

يا من بقربكِ ينحلُّ الزمن،

ويغدو البُعد صدىً لحقيقة لا تدرك.

هل كنتِ مرآتي حين تشظيتُ؟

أم كنتِ صمتي حين ضجّت بي الأصوات؟

ما أنتِ؟

أطيفٌ استعاره الجمال؟

أم فكرةٌ تجسّد فيها المعنى؟

لا أسميكِ عشقًا، 

فالعشق يقال،

وأنتِ لا تروى.

أنتِ الدهشة حين خُلقت أول حكاية،

وأنتِ الكلمة قبل أن تولد اللغة.

فيكِ عرفت أن العناق انصهار،

وأن الغياب، وجهٌ آخر للحضور.

يا أنا حين أهرب من نفسي،

يا سرّي حين يسكن صمتكِ،

يا كلمتي المنقوشة على جلد الغيم،

فيكِ وُلد الشِعر،

وفيكِ استراح.

كلما اقتربتُ،

ابتعدتِ فيّ،

تأخذينني إلى أعماقي،

فأبدأ من جديد.

فامنحيني صمتكِ، 

لأرتب فيه فوضاي،

وامنحيني غيابكِ، 

لأتذكّر مَن كنتُ،

حين كنتِ كلّي.


بقلمي  : بوزيد كربوعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...