الشاهد
بقلم محمد حمد النيل
يا بيت لحم أما استنفرت أخيلة
طافت على مريم العذراء بالنخلة
بينا الصبيّ النبيّ الحق مضطجعا
في الحجر متجه بالطرف للقبلة
مرددا لزمة التبشير صاحبها
عن السلام بتضمين من الجملة
مبينا سره في كونه بشراً
لكنه خالف التخليق بالجبلة
ومريم القدس لم تبرح مكانتها
تناهض الجدل المحموم بالعزلة
من ثائرين حواليها وما انتبهوا
إلى الصبي من التكوين للجدلة
تستشرف الموت لو يأتي لياخذها
والخوف مبتسم فيها على المقلة
ألوت عليها بعار بات ينعتها
ظلماً فيخرجها من عروة الملة
إستنزلت دمعة حرّى على يدها
لم ترتض الهون في الإقرار بالذلة
والنخلة البكر ألقى جزعها رطباً
عليهما أودعته باطن السلة
يا بنت عمران هل كنت عاتبة
على وجودك في اقوامك الضلة
من زورا الحدث القدسي مرجعه
متوا إليها بتعزير من الغفلة
يا بنت عمران صار الحق منبلجا
بالبشر لما أتى الإنجيل بالنزلة
يا شاهدا زور الأحداث مرعبة
تزويرها واقعاً ما تم بالجملة
يا بنت عمران ما ثار اليهود بها
إلا لمنقصة ردت إلى العلة
مشكلين عليها شبه مجزرة
ما آثرت غير إيثار من القلة
فقطعوا الناس تقطيعا نشاهده
لحما على وضم مستوحش المثلة
فالحلم راودهم في جعل دولتهم
بين الفرات وبين النيل للغلة
بقلم محمد حمد النيل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق