النزعة الايديولوجية في الكتابة.. بقلم/أحمد بلول المسعدي

 

أحمد المسعدي

النزعة الإيديولوجيّة في الكتابة: 

إن لكلّ أديبٍ، وكلّ مفكّر، وكلّ مُنظّر، وكلّ فيلسوفٍ نزعةً  إيديولوجية ، هي  هويّة ، هي عقيدة ،  هي اتّجاه  ، أو نزعة ، وأخيراً  هي حرب خارج المعركة، ذلك  لأنّ هذا الانتماء لا يسلم منه  إلاّ كبار  النّقّاد ، والمؤرّخين  حيث تُملي عليهم  مهنية هذا التخصّص التجرّد من كلّ نزعة ، ومع ذلك لا يسلمنّ أحدٌ من هؤلاء  من هذه  الشائبة ولو بسمّ الخياط   حتّى الكبار منهم ، ولا يمحّص هذه الشائبة ، ويستبينها إلاّ كبار نقد النقد، أمّا الكبار منهم نقّادا كانوا، أو مؤرّخين والذين يعملون من أجل توظيف هذه  الإيديولوجية لغاية  ، فبتمكّنهم من هذه المادّة العلمية التي ملكوها  يستطيعون أن يشوّهوا أفكارا ،وأن يوجّهوا  مسارا  عن قبلته إذا شاءوا ، وإلاّ من أين جاء الغزو الفكريّ؟ ، أليست فكرتك  هي أقوى حجّةً  وإلاّ لِمَ صدّقْتُها ؟ كيف يستطيع أن يقلّب  الأبصار ، ويستولي على الأفكار  من هو أدنى حجّة ، وبرهانا  ؟ أليس هو ذلك  الفيلسوف، والمؤرّخ المتمكّن ؟ ،حيث حرّف الفكر عن الأهداف ، والوجهة عن الأسلاف ، كيف يستطيع  الاستشراق أن يخترق نسيج المجتمع إلاّ إذا كان باليا،  أتلف تماسكَه الجهلُ ، و مزّق بناه  المتعفّنة  الخلاف ؟، وبالتالي لم تكن هناك مقاومة فكرية مساوية  لتلك القوى ،حيث استطاع  أن يحتويك ، فأنت حينئذٍ آلة  لا تملك  إلاّ  صورتَها  في يدِ  صانعٍ   يستثمرها  في العمل  الذي  خُصّت به  وظيفتها  .....                                                                              

يكتسب الإنسان  قيماً هي في الحقيقة تمثّل هويّته ، أو قل شخصيته ، من دينٍ ، ولغة ٍ ، و ثقافةٍ ، أو أثر لجغرافيا ما ، أو موروث  مكتسب، وغير مكتسب ، ولكن  من الذي يحمي  هذه القيم باعتبارها مكسبا اجتماعيا  ؟ ، إنّك تعيش حربا مع نفسك  حين تحميها بحماية  هويّتك  من كلّ دخيل  مضرّ لشخصيتك  وبالتالي حماية  مجتمعك إذ هو كذلك ، إنّك تعيش حربا لأمن غذائك ، أو اقتصاد  بلادك  إذ هو سلاحٌ فاتك  ، إنّك تعيش حربا  حين تذود  عن دينك  إذ هو كيانك  الروحي ، وسلاح وجودك ، وسكنى آخرتك ، إنّك تعيش حربا حين تدافع عن ثقافتك  ولغتك حين تفهم لباس مفرداتها ، وتركيباتها ، وزخرف  دلالاتها ، ومعانيها ممّا هو دخيل عنها حيث هو جديد  اللباس،  أصيل الفراش ...                                                                .              

.يؤسف لكثيرٍ من كتّابٍ ، وجامعيين  ، وأكاديميين  حيث يتهافتون ، ويتبارون برماحٍ مصطلحات غربية  مترجمة إلى  لغتنا العربية  التي لم يُحصِ جمالَ مكنوناتها كبارُ العلماء  القدامى ،  فلم يكن  لبعض كتّابنا  تلك النزعة  التي  امتازت  بالغيرة  لبعض  علمائنا   من أمثال الدكتور  الحاج عبد الرحمن صالح  رحمه الله ، و نشتمّ  من بعض كتابات  هؤلاء  ، وفي محاضراتهم  إبرازا  لذواتهم  لا لأهداف  الذود   وغيرة  لغتهم  ........


أحمد بلول  المسعديّ  / الجلفة ./ الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...