ما قبل الحضارة
محمد حسام الدين دويدري
___________
طَغَتْ في خَاطِرِي أَقسَى عِبَارَهْ
تُثِيرُ بِقَلبيَ المُضنَى المَرَارَةْ
وَقَدْ أَلفَيتُ في دَرْبِي طُلُولاً
تَنُوءُ بِمَوطِنٍ يُحصِي دَمَارَهْ
وَيَشْكُو لِلرَحِيمِ القَهْرَ ظُلْمَاً
وَقَدْ أَجرَتْ مَدَامِعَهُ الحِجَارَةْ
وَعَافَ تُرَابَهُ الأَهلُونَ حَتَّى
غَدَا في عَصرِ ما قَبلِ الحَضَارَةْ
فَغَطَّاهُ الظَلَامُ بِثَوبِ حُزنٍ
فَأَخفَى عَنْ مَدَامِعِنَا اخْضِرَارَهْ
وَكَمْ مِنْ شَارِعٍ أَمْسَى طُلُولاً
لِيَصنَعَ مِنْ حِجَارَتِهِ دِثَارَهْ
فَيَثْوِي تَحتَ أَنْقَاضٍ تَرَامَتْ
تُخَبِّئُ تَحتَهَا قِصَصَ الإِثَارَةْ
وَآهَاتٍ تَرَمَّدَ مُطْلِقُوهَا
وَمَازَالَتْ بِجَبْهَتِنَا إِشَارَةْ
كَوَصْمَةِ مَنْ تَوَرَّطَ في مَتَاهٍ
وَأَنَّى يَغسِلُ التَارِيخُ عَارَهْ
وَقَدْ أَضنَاهُ سَيرٌ دُونَ عِلْمٍ
وَإِدْرَاكٍ لِمَا يُغنِي مَسَارَهْ
فَرَاحَ يَزِيغُ مُنْتَعِلَاً صَدَاهُ
إِلَى مُسْتَنقَعٍ يُعيِي وَقَارَهْ
لِيَرْزَحَ في الزَوَايَا مُستَجِيرَاً
بِآمَالٍ تَزُفُّ لَهُ بِشَارَةْ
بِأَنْ يَمْضِي الزَمَانُ بِكُلِّ عُسْرٍ
لِيُرْسِي قَادِمَاً يَرجُو انْتِشَارَهْ
يُسَطِّرُ أَهْلُهُ عَزْمَاً ثَرِيَّاً
يُحَقِّقُ في مَوَاقِعِهِ انْتِصَارَهْ
...............
٤ /٤ /٢٠١٧
من مجموعة: توقيعات على نوافذ الركام

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق