ظلالُ النّورِ
وأنا هنا لحمي على
جسرٍ يحنّيهِ اللظى
أرمي فضاءَ الليلِ من
غسقِ الغروبِ
على رمادِ الفجرِ
من نورٍ لنورْ
وهنا تألّمْنا كثيراً
من جراحٍ يُسرجُ الأقمارَ
من رهقِ المدى
وأنا هنا لنْ أهتدي للنّورِ
من سحبِ المرايا كلّما
غاصَتْ على أحلامِنا
في البحرِ أشرعةُ المنافي
والعبورْ
وهنا سأمشي بينَ ألواحِ
الضّبابِ على نواميسِ
الصّدى
جسدي على جذعِ الثّرى
يمشي بلا طرقٍ هنا
كي يُقفلَ الأبوابَ عن ظلِّ
المرايا في جفونِ الليلِ
من وجهِ السّحابِ
على جِمالاتِ البراري
في الدّجى
وعلينا أنْ نمشي كثيراً
كي نمدَّ الشّهدَ من ظلِّ
الجنوبِ إلى الشّمالِ
على توابيتِ المنايا
ها هنا
وهنا نحنّي خيمةَ الأكفانِ
من رمدٍ يغازلُ غفوةً
في نشوةٍ أبديّةٍ
كي ترتدي ثوبَ العروبةِ
في مدارٍ يسحبُ الأنوارَ
عن شمسٍ تحاكي الليلَ
من دمِنا هنا
في الواحةِ الخضراءَ
مع قمرِ المرايا في اللظى
وعلى جذوعٍ تحتمي
من شهوةِ الإعصارِ أرملةٌ
تقاسمُها الرّزايا من قيودٍ
تزدري فوقَ المرايا
فرحةً سوداءَ
يغزلُها الرّدى
وهناكَ يحيا في المدادِ
عرينُها بينَ الموانئ كلّما
رجفَتْ منَ الأنوارِ
أنصبَةُ القبورْ
شمسٌ هنا
قمرٌ هناكَ على مدانا
يحتسي من خبزِنا
الخمريّ
زيتَ القمحِ من هوجِ
المجاعةِ والنّشورْ
حملوا إلى قمرِ المنايا
هجرةً
تحيا على جمرٍ
منَ الموتِ المهجّنِ
من ترابِ الأرضِ
كي يُحييُوا رمادَ
الأمّهاتِ على ترابٍ
يبعثُ الأنوارَ من زبدِ
الحجارةِ والقصورْ
وهنا وهبنا الليلَ عنقودَ
الحقيقةِ في نواميسِ
الضّبابْ
من لوثَةٍ حجريّةِ
تحمي رمادَ الأرضِ
من رمدِ الغيابْ
سقطَ السّقوطُ على
بيارقِ عشقِنا
من غفوةِ الأعرابِ
في زمنِ القوافي
مع سرابٍ
يرتدي ثوباً لأحزمةٍ هنا
كي نكتبَ الأسماءَ
في صحفِ الوصايا
بينَ أوراقٍ منَ السّعفِ
المغلّفِ من لعابِ
الأرضِ مع هوج السّحابْ
وهنا نهزُّ الكونَ من وهجِ
الوصايا كلّما
غنّتْ على أرضِ الكرامةِ أمّةٌ
تحيي منَ الأكوانِ
أنفاسَ الحرابْ
كم كنْتُ أحبسُ عنْ نواميسِ
الصّدى صوراً لأنوارٍ
من الوحيّ المقدّسِ ها هنا
وأجوبُ من خطرِ العواصمِ
صورةً أخرى
تشهَّتْ من ظلالِ النّورِ
أشرعةَ التّرابْ
د٠حسن أحمد الفلاح

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق