خمسون كالطيف مرت دون تذكرة
كأنها غادة مرت على وجل
لو كنت أعلم أني سوف أحملها
لما مضيت بها أمشي على عجل
قد كان عمرا مليء بالجراح وما
تغني مسرات يوم حين مرتحلي
قد كنت غفلا به عن كل بارقة
تلوح فيه لتحيي جذوة الشعل
و كان طيفي يمنيني بلقيتها
يا خيبة الطيف بل يا خيبة الأمل
أضعت دهري على أنغامها ثملا
وا حسرتاه على دهري على ثملي
اسارع الخطو نحو الشيب مكتشفا
إن الصراخ بها لا يجد في كهل
و إن لوح خدودي صار منثنيا
و كل واد به قد عافه وشلي
وعدت كالصخر استلقي بدامعتي
و تجتذبني غفاءاتي إلى مللي
ما عاد لي بعد سير العمر غانية
تلقى عبيرا بما ارويه من غزلي
لي ذكريات عفاها طول أزمنة
ولي حصون تهاوت في ضنا وجلي
لي ألف ذكرى و لكن لا حياة بها
من يسأل الطيف عن ذكراي أو جملي
و لي محطات صهل في بيادتها
ضاعت كما الهمس في جوفي وفي قبلي
(لا تسأل الدار عمن كان يسكنها)
تجد إجابات هذا القول في مقلي
أضعت دهري بقفر ضاع لي وطن
فهل تراك ستدمي العين من وجل
ما عاد يجدي صباغ الشيب في كهل
سارت به الريح نحو الموت بالعجل
خمسون عاماً بلا ظل ألوذ به
شمس الهجير تذيب الشمع في مقلي
خمسون عاماً وعثراتي ترافقني
تخونني فيه جذواتي فلي شعلي
أسرجتها و دوام الثكل أطفأها
بمن ألوذ إذا ما ضيقت سبلي؟؟
أيرجع العمر بحثاً عن صواهله؟
أم هل ستجدي رمال عن ضنا جملي
يا غربة الروح إن حانت نهايتها
ضاقت على الشيب منها فسحة الأمل
شيت العساف

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق