التعايش.. بقلم الاديب/د.عبدالله إبراهيم جربوع

 كيف يمكنك التعايش مع من تكن لهم المحبة في ظل وجود اختلافات


 فكرية . .......يستحق القراءة والتمعن .اهلا بكم انا عبدالله ابراهيم 


   التعايش هو مسيرة جميلة تسير وفق منظومة إنسانية بحته قد يتخلله بعض الشوائب اي التعايش وقد تتخلله بعض التناقضات بين أتباعه .حيث يختلف الناس جميعا من حيث الأداء الإنساني وايضا من حيث النهج الآدمي هنالك من يتغافل بعض الأحيان من أجل المسيرة الإنسانية وهناك من يجمد السلبيات المنبثقة عن طريقة التعايش.ومن الناحية النفسية يوجد أشخاص يتمتعون بصفاة حميدة من خلالها يصنعون ويعكسون ما يجب أن يصنع وما يجب أن ينعكس من إنسانية .لا شك أن التعايش السلمي المبني على أسس صحيحة لا يمكن أن يمضي إلى طريق مسدود وان يعطل مسيرة التفاعل بين الناس جميعا.الامر يتطلب فكر حضاري ورؤية عميقة وكذلك صفاء حقيقي . التعايش هو ممارسة العلاقات بين الجميع التي لا بد أن تبقى ضمن منظومة الاحترام المتبادل بين الأطراف أو الأفراد.ويجب على الجميع أن يتفهموا أن الحياة هي مرحلة عابرة ولطالما انها مرحلة عابرة فمن الطبيعي أن يرقى الجميع إلى مستوى فكري عميق ومن منطلق هذا العمق المطلوب يجب على الجميع أن يعترفوا بالضعف .ذلك لأن الله خلق الإنسان ضعيفا ومن خلال هذا الضعف لا بد أن تحدث أخطاء ويحدث خصام واشكالات بين الناس .وطبعا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار بأن هنالك حدود يرسمها كل شخص لكيانه وهذا حق مشروع للجميع وايضا هنالك خطوط حمراء يضعها كل شخص وهذا ايضا حق طبيعي للجميع من الطبيعي أن تكون هنالك اختلافات فكرية بين الناس وهذا شيء صحي حيث يستفيد الجميع من هذه الاختلافات حتى وإن أدت بين الحين والآخر إلى بعض الخروج عن منطق التوافق الفكري بين الناس .الا أن هنالك خطوط حمراء لكل طرف من الأطراف الذين يتعايشون مع بعضهم البعض .حيث أن الاختلافات بشتى أنواعها سواء على الصعيد الفكري أو طريقة التعبير أو طريقة التحدث وانتقاء المصطلحات لكل فرد هي عبارة عن طبيعة أو عادة وغالبا ما تكون طبيعة .بمعنى أن هنالك أشخاص تختطفهم عاداتهم من المسيرة التي من المفترض أن يهرول إليها من هم متعايشون مع بعضهم البعض تحت مسميات مختلفة .مثل الجيرة أو الزمالة في العمل أو أو أو الخ. وهنالك أشخاص تحكمهم طبيعتهم من حيث التعامل ومن حيث المكتسبات المعلوماتية سواء السلبية وسواء الإيجابية ....   

ولا بد أن أذكر أن التعايش لا يمكن أن يستمر في ظل خلافات كبيرة لفترة طويلة اذا خرج الأطراف عن الخطوط الحمراء والتي يضعها كل شخص للآخرين ولنفسه ........لكن هنالك ثمة شيء يخرق ويخترق كل المواثيق وكل الاعتبارات الا وهو المحبة .عندما تسيطر المحبة على الساحة يستطيع صاحب هذه المحبة أن يتجاوز كل الاختلافات مهما بلغت ذروتها ذلك لأن المحبة هي الوازع الحقيقي بل المحرك الاساسي لاستمرارية التعايش بين الناس ...قد تتجاوز عن كل الأمور التي تزعجك أو التي تسبب لك بعض الإرهاق اذا كانت المحبة بعافيتها وايضا اذا كانت هي العنوان الذي لا يمكن تغيره ..........


هل هنالك حدود للمحبة ؟ انه سؤال واسع جدا والإجابة تخضع إلى معادلة معقدة ومتشابكة ...اولا اريد ان أشرح بطريقة مختصرة عن المحبة .من وجهة نظري المتواضعة أن المحبة هي عبارة عن مضاد حيوي لجميع الأمراض الاجتماعية اذا جاز التعبير .ذلك لأن المحبة هي الضامن الصلب لاستمرارية التعايش على فرضية أن هذه المحبة متبادلة بين الأطراف وللتوضيح فقط لا يمكن أن يستمر خلافا بين اثنين أو شخصين اذا كانت المحبة بينهم .قد يقول قائل أن هنالك أشخاص يحبون بعضهم البعض ويستمر الخلاف بينهم أو الخصام إلى فترة طويلة .نعم هذا صحيح ولكن في حالة مثل هذه يكون هنالك فجوة ما وهذه الفجوة تجمد العلاقات بينهم ولكنها اي الفجوة لا تنال من المحبة وخصوصا بين الاخوة .وقد يقول قائل بأن هنالك أخوة لا محبة بينهم وهذا ايضا صحيح .ولكن بشكل عام وبنسبة كبيرة جدا هذا لا يحدث إلا إذا كانت هنالك أسباب قاتمة . وطبعا هنالك قوة للمحبة وهذه القوة تختلف من شخص ل آخر .هنالك أشخاص تسيطر عليهم هذه القوة بنسبة كبيره جدا وهنالك أشخاص تسيطر عليهم المحبة بنسبة متوسطة وهنالك أشخاص تسيطر عليهم هذه القوة بشكل مطلق وهذا النوع الأخير هو الاروع الأن المحبة في هذه الحالة سوف تحفزه على زرع التسامح في ذهنه مهما بلغت أخطاء الأشخاص الذين يتعايشون معه ولكن في المقابل هنالك ثمة معضلة قد يواجهها هذا الشخص وهي أنه يريد أن يتلقى على مقدار العطاء وهذا طلب مبالغ فيه وتبقى هذه المعضلة في ذهنية هذا الشخص وقد تسبب له المتاعب .......


هل يمكن للتعايش أن يستمر دون المحبة ؟ الإجابة بسيطة جدا ...يجب أن يكون الشخص منافق و بامتياز اذا أجاد التعايش دون محبة . من وجهة نظري وهنا اتكلم عن نفسي لا يمكن واضع الف خط أحمر تحت لا يمكن أن اتعايش مع أشخاص بلا محبة وهذا بالنسبة لي شيء مستحيل ولا تكمن الاستحالة في التطبيق فحسب بل اعتقد ان الاستحالة هي أن النفاق هو فعل إجرامي لا يقبل به خالق هذا الكون ولا يقبله اي انسان يتمتع بالصفات التي يحب الله أن يراها فيه .......يسعد صباحكم ......عبدالله ابراهيم جربوع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...