وبها عرفت مرافئ الوجدان
محمد حسام الدين دويدري
____________________
وطـنــي حـمـتــك مــرافــئ الأجــفــان
وعــلــى تــرابــك يسـتـقـيـم رهــانــي
بالحـب يُبنـى صـرح حاضـرك البهـي
لـكــن هــــدر الــحــب قــــد أعـيـانــي
فمضيـت عـن صــدق الـرجـال منقـبـاً
فيـمـا الـحـراب تـخـيـط لـــي أكـفـانـي
وتـريـق دمـعـي فــوق تـربـتـك الـتــي
فـاضــت بـدفــق الــحــبّ والـتـحـنـانِ
عجبـاً...!!؛ أتـورق بالتـآمـر أرضـنـا
أم بالحـوار وعطـر خيـر ببيـانِ...؟!!
هــي دعــوة للـحـب أطلـقـهـا ؛ فـهــل
تـلــق الـقـبـول بـفـرحـة وتـدانــي...؟
أم لــم نــزل تـلــك الـقـلـوب شغـافـهـا
مـغــلــولــة بـالــحــقــد والأحـــــــزان
هــي دعـــوة لـلـحـب يـغـمـر نـورهــا
قلـب الحصـيـف المخـلـص المتفـانـي
أنــوارهــا طــيــفٌ لــهـــدي مـحــمــد
وبــهــا أقـــــدم مـخـلـصــاً بـرهــانــي
* * * *
فــيــمَ اقـتـتـالُـكُـمُ...؟ وأي حــضـــارة
تبنـى علـى أنقـاض جـرح قـانـي...؟!
الحـكـم فــي قـتــل الـبــريء مـفـصّـلٌ
ومـبـيَّــن فــــي الــهــدي والـفــرقــان
"الـمـؤمـنـان إذا الـتـقــى سـيـفـاهـمـا
فـكــلاهــمــا لـجــهــنــم الـــخــــذلان"
* * * *
عــودوا لـحـبـل الله واعتـصـمـوا بـــه
ودَعــوا الـخـلاف وســورة الخـسـران
فعـلـى هــدى الآمــال يــورق صبـرنـا
ونـعـيـد رأب الـصــدع فـــي البـنـيـان
إن الـهــدى أعـــلا حــضــارة أمــتــي
وسـمــا بـهــا فـــي طـاعــة الـرحـمـن
بسـمـاحـة الإيــمــان كــــان لـسـانـهـا
نــهــر الـعــلــوم وقـبــلــة الأوطـــــان
لـــم يـلــغِ بـصـمــة مــؤمــن مـتـعـبـد
قـــــد أســعــدتــه تــــــلاوة الـــقـــرآن
بـل كــان قــي الإســلام جامـعـة لـهـم
بــيــن الـقـصــي بــأرضــه والــدانــي
آخـى القلـوب عـلـى المحـبـة والتـقـى
فـسـمــا بــهــا فــــي أُلــفــة وتــدانــي
لـــم يُـكــرِه الـنــاس بـشــأن عـقـيــدة
ومـضــى يـقـيـس الـعــدل بـالـمـيـزان
هذا صـدى "الفـاروق" ينشـر عطـره
ليـصـيـر رمـــزاً فـــوق كـــل لـســان:
"لا تَقهَروا...ّ؛ فالناس أحـرار" ومـا
الإحـــســـان إلا بــــــذرة الإحـــســـان
* * * *
وطنـي...، إلـى لقيـاك نـور بصيرتـي
لـحـيــاض آمــــال الــهـــداة هــدانـــي
إنــي أحـبـك مـــلء مـــا فـــي دفـقـهـا
مــن فـيــض قـلــب طـالــب الـغـفـران
قــــد لاذ بـالـرحـمـن يــرجــو تـائــبــاً
رفــــع الــبــلاء وفـتــنــة الـشـيـطــان
لـيـعــود لـلــربــع الأمـــــان فـيـتّقــوا
جـمــر الـخــلاف وسـطــوة الـنـيــران
لا شــيء يغـويـهـم، فـــلا كـســب ولا
سـطــو الـنـفـوذ وشـهــوة الـسـلـطـان
فالـكـل مــاض للحـسـاب ومــا سـعـى
فـي كسـب عمـر فـي الـزمـان الفـانـي
وغـداً سيُسـأل كــل عـبـد هــل قـضـى
بـالـعــدل..؟؛ أم بـالـقـهـر والـنـكــران
مـن يحسـن الكسـب الـحـلال حـصـاُده
يـسـمـو بـــه فـــي جـنــة الــرضــوان
ومــن احتـسـى ســم الـنـوازع ذاهــلاً
فـإلــى الـعــذاب وشـقــوة الـحـرمــان
فتـرفـعـوا عـــن كـــل خـطــب زائــــل
وتـحـصــنــوا بــالــحــب والإيـــمـــان
إنــي عـهـدت الـعـيـش إعـمــاراً لـمــا
يــبــقــى لــجــيــل قــــــادم لـــزمــــان
وأرى الحـيـاة مــع الـخـلاف مـريــرة
تـشـقـي الـقـلـوب بـحـســرة وهــــوان
* * * *
عـودوا فجرحـي فـي الهـوى أدمـانـي
ووجــدت فــي هــذا الـهـوى إدمـانــي
فجـفـاؤكـم لـــرؤى الـسـنــا أجـفـانــي
والــنــوم غــــادر طـائــعــاً أجـفــانــي
إنــي أحــب الأرض مـــلء بصـيـرتـي
وأحــــب أن أعــلــي بــهــا أركــانـــي
فتحصنوا...، واسعوا لكسب حصادها
واسـقـوا الـغـراس بـفـرحـة وتـهـانـي
إنــي وجــدت عـلــى ثـراهــا هـدأتــي
وبـهــا وجــــدت مــرافــئ الــوجــدان
..................
١٧ / ز٨ / ٢٠١١

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق