سحب المطر...بقلم الشاعر د.حسن أحمد الفلاح

 سُحُبُ المطرِ

سقطَتْ على رمدِ المهاجرِ 

صورةُ التّدويلِ 

عن ذروِ الجبالْ 

وتهافَتْ أقدارُهم 

كي ترتدي سفنَ

التّنازلِ والمحالْ 

لا شيءَ يفرضُهُ الرّدى 

فالعتمُ يجليهِ الخيالْ 

قمرٌ هنا شمسٌ هناكَ 

على تجاعيدِ الذُّرا 

لنْ تهتدي إلَّا إلى نارٍ 

تحنّيها الرّمالْ

والبحرُ يحكي 

قصّةَ الطّوفانِ 

كي يحيي النّدى 

وعلى ربوعِ الأرضِ 

يندحرُ السّجالْ 

لا شيءَ يحكي قصّةً أخرى 

عنِ المُطلِ الذي 

ينمو على عشبِ الدّجى

كي يحتسي الأغرابُ 

سُمَّ الأرضِ 

من جمرِ الوبالْ

صمتٌ وصوتٌ 

يلفظانِ العشقَ

من وهجِ الرّحيلْ 

لا يحتسي السّفّاحُ إلَّا ميتةً

تحيي جنانَ الأرضِ 

من وجعِ القتيلْ

وهجٌ ونارٌ من براكينِ القيامةِ 

في المدى 

وجموعُ أرضي 

يرتدونَ العشقَ 

من رملِ الجليلْ

وهناكَ يرتادُ الصّبا 

وهجاً جديداً 

من رياحينِ القبيلْ 

والنّورُ نورُ الأرضِ 

في بيدائنا 

يحيا على أنفاسِهِ 

صخبٌ لعشقِ اللهِ 

كي يحيي ربا الأوطانِ 

مع صوتِ الصّهيلْ 

الشّمسُ شمسي 

ترتدي جمراً ينازِعُهُ الثّرى 

وترابُ أرضي ينتمي للفجرِ 

في هذا الضّحى 

كي يرتدي ثوباً منَ القدسِ 

تحنّيهِ الأصيلْ 

وهناكَ يغتالُ الظّلامْ 

وجهاً جديداً للفتي 

كي يرتدي سحبَ التّنازلِ 

من رمادِ الأرضِ 

في هوجِ السّلامْ 

قِمَمٌ تلاقي النّسرَ 

في رمدِ الحطامْ 

لتحدَّ من سقمِ البوادي 

خضرةُ الصّحراءِ 

من زخمِ الكلامْ 

لا شيءَ يسرجُ خيلَنا 

عن فورةٍ أخرى 

تنادي الفجرَ 

من عقمِ الوئامْ 

وتلاقى وجهُ الليلِ 

مع سحبِ المطرْ

كي يرتدي من جمرةِ 

البركانِ أسفارَ القدرْ 

حملَ الرّعيلُ سيوفَهَم 

ليذودوا عنْ فجرٍ 

يحنّيهِ رمادُ الليلِ 

من عرقِ القمرْ 

قِمَمٌ تهزُّ الليلَ 

من جمرِ القيامةِ 

في رداءٍ آخرٍ للنّورِ 

يحييهِ اليقينْ 

هبّتْ مراثي الأرضِ 

مع نورٍ يحنّيهِ النّدى 

وهناكَ تحيا الأرضُ 

من وجعِ السّنينْ 

الحبُّ أمسى نورَهُ وهجاً 

جديداً للحنينْ 

اضربْ فإنَّ على روابينا 

يهزُّ اللهُ بنيانَ الرّدى

ليعيدَ للفجرِ حصاناً آخراً 

كي يحملَ الرّيحُ المحنّى 

مع هزيجِ الفاتحينْ 

مطرٌ ويرمدُهُ الثّرى 

كالجمرِ يدميهِ الأنينْ

شعر د٠ حسن أحمد الفلاح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...