عند خراب الأمكنة وامتلائها بالبياضات بعد اشواط صاخبة من الكلام المعسول الذي لاينتهي،تنزوي في الظل احلام الامس،وتركض الأماسي الجميلة نحو المجهول بعد تجدد الخيبات،وعودة الانتكاسات من جديد..وقبل ان يرتد اليك طرفك تتهاوى المشاعر والاحاسيس والرؤى والتمثلات وتغوص في ارض يباب قاحلة..بالأمس القريب احتضنت الموليما كل العهود والوعود،وفتحت دراعيها لاحتضان الاشواق من كل الافاق،لكنها اليوم تعيش عزلة قاسية،وتدفع ثمن تهورها واندفاعها في مغامرات كانت شاهدة على معاركها الحامية الوطيس..وتلك القصة التي خيلت لصاحبها انها ستكبر وتنتعش فصولها واحداثها،اصابها الصدأ،وشرعت في التلاشي والذوبان حتى ذابت كفص ملح في بحيرة عميقة القاع والقعر..
فوق ذلك المرتفع الذي ضم الأعمدة الاربعة،هبت رياح صحراوية جافة،واتت على الاخضر و اليابس..اقفرت جنبات الهيكل الخشبي بعد ذبول الانتظارات ،وفقدت اركان النياشين مجدها وتاريخها البطولي...
بعدما أوشكت القصة على الاكتمال اختفت شاربة مياه الموتى تحت ذريعة مسببات كثيرة وماكرة..اختفت بأبعادها المتعددة وزواياها الغادرة،طوت كل المسافات المفروشة بالورود والزهور،قست على نفسها حتى يتمدد مكرها وتستجيب الطبيعة لمطالبها،لكن الجهة الأخرى كانت قد ألفت الخراب بكل أوجهه فراحت تنشد المغارات المظلمة،ولم تفكر في اعتناق الضوء والنور .
فوق هضبة الموليما بدأ كل شيء جافا وقاسيا وفارغا...قست الجنيات على نفسها كما القلوب،تلاڜت الأضواء والنباتات ،وجفت الكراسي من اختفاء زوارها...والمحتمين بإسمنتها...
بدت له المدينة صغيرة ضئيلة تتخللها اسفار الخراب وجزر اليباب..أقسم أن يتحول الى شبح...الى طيف يحلق في ازمنة اخرى .كره المقاسات والمسافات...واختفى عن الانظار في عزلة قد تكون طويلة.
لم يعد قادرا على أن يسأل البوهالية ماصلته بها؟ومن تكون ؟ ولماذا اصرت على أن تكون رفيقة دربه في ارض الغيلان والضباع؟
خالد عبداللطيف.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق