#تائه في بلده .. !!
#شعر/رشاد بن جميل
مُنْذُ الصِبا وَأَنَا على أوطاني
أشدو كَعصفورٍ على الأغصانِ
وألُوِكُ فاكهَةَ ٱنتمائي نَغمَةً
فَيَسِيلُ مِنْهَا سُكَّرٌ بِلِسَانِي
وأهِيمُ كالصوفي أسكَرَهُ الهوى
فهَوى بلادي يَجرِ في شِرياني
(في ظلِ رَايةِ ثَورتي)بَاقٍ مَعي
(وَبِرَدِدِي) أَروي ضَمى وجداني
وكبُرتُ فِي وطني وَلم أرنِ بِهِ
وسَألتُ عَنِّي اَيْنَ اَيْنَ أراني
ووَجدتُنِي في التَيهِ مَنفِيَّاً به
أقضِي غَرِيبَاً في ثَرَىٰ أوْطاني
تَتَزاحَمُ الْأَحْدَاثُ في بَالي كَمَا
تَتَزاحمُ الأمواجُ فِي الخُلجَانِ
وتَمُرُّ أيَّامُ الصِّبَا من ناطِري
ذِكرىٰ وَدَهشَةُ حَاضِري تَغشَانِي
وَعلامَةُ ٱستِفهامَ تَروِي قِصَّةً
أُخرىٰ وَأَلَّفُ سُؤَالِ فَوْقَ لِساني
أأنَا أَنَا أمْ غَيْرُهُ ! أَمْ مَوطني
غَيْرَ الَّذِي أم عِشتُ غَيرَ زَمانِي !
وَأغطُ في صمتٍ أُكَابدُ ٱهةً
حرَّيٰ وَتَطغَىٰ حِيرَةٌ بِكيَانِي
وَسألتُ عَن صَنعا وَكُلُّ عُيونِها
نَحوِي وَشَوقِي نَحوَها أعيَاني
وَكَأَنَّنِي فِيهَا غَرِيبٌ تَائِهٌ
لَا أَهْلِهَا أَهْلِي وَلاَ خِلَّاني
تَقتَادُني الخُطُواتُ نَحوَ مَتَاهَةٍ
يَجتَرُّنِي دَربٌ بِلَا عُنْوَان
وَهُنَا أَرَى نَاساً تاۤكَلَ وَجْهُهَا
هَمَّاً وَأحزَاناً عَلَى أحزَانِ
وَهُنَاكَ مُرتزقٌ وطفلٌ لابِسٌ
زِيَّّ الجنودِ أظنُّهُ نَادَاني
أتَراهُ يَعرِفُنِي أظُنُ مُشبِّهاً
فِي هَيْأتِي رَجلاً مِن الجِيرانِ
لا، رُبَّمَا جُندي بِطولِ سِلاحِهِ
أيًّ يَكُونُ فَلَيْسَ هذا شاني
وَهُنَا عبُورٌ مُطرقِونَ بِصَمتِهِم
مِثلِي وَقَد طَفحُوا بِهَمِِّ زَماني
وَهُنَاكَ زُوَّارُ الضرِيحِ تَجمَّعُوا
وَعَلَى الرَّصِيفِ مُقَوِّتٌ وَمَبَانِي
وَعِمَامَةُ المُقرِي هُنَاكَ وَتَحتَهَا
شَيْخٌ غَريبٌ يُشْبِهُ السِسْتَاني
والجَامِعُ الأعلىٰ تَبَدَّا قِبْلَةً
وتُقَامُ فِيهِ الخَمسَةُ الأركانِ
وأمُرُّ مِن تِلْكَ المَشاهِدِ مُظِهراً
جَلَداً وَيَعصِرُ حُزنَها وِجدَاني
هل هَذِهِ صَنعاءُ أَمْ بَغدادُ أَمْ
ٱستُنسِخَتْ صَنعاءَ مِن بَغدَانِ !
مَاذَا أَرَى ؟! مِن كَربلاءٍ كَربلا !
وَمِن الحُسينِ لَنَا حُسينٌ ثَانِي!
وَكَأَنَّمَا بَغدَادُ أخَرى هَاهُنَا
أبْطالُهَا الحَاخامُ والخَمِئاني !
ما هَذِهِ صَنعاءُ ! أيْنَ كِبَارُها؟
أَيْنَ المقالحُ أَيْنَ والبَردَّوني !
وَسألتُ أَيْنَ علي قِيلَ زَمَانُهُ
ولَّى وَقِيلَ الْقَائِدُ السنحاني !
...............................
مَاذا دَهَى صنعاء كَيْفَ تَفَرسَسَتْ
أقيَالُها وَأصُولُهَا هَمدَاني ؟!
يَالعنَةَ الْصبيانِ حِينَ تَحَالَفُوا
وٱستَنسَخَوا مِن فَارِسٍ فُرسَانِ
وٱستَحدَثوا غَازٍ جَدِيداً أتقَنُوا
صُنْعَاً لَهُ مِن طِينَةِ الأوْطانِ !
هل يَا تُرى التارِيخُ يَكتبُ قِصَّةً
أُخرىٰ لِشَهِنشَاهِ عَن بَاذَانِ؟!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق