ذات سفر
على الحافلة ذات سفر، بالصدفة إلتقيا، المروج تلقي على قلبيهما سلاما ، الخجل على محياهما، يسرقان النظر من بعضهما و في القلب ألف رجفة..
تراءت له من بعيد شجرة ترقص أوراقها على سمفونية الريح، خاطبها فيها:
*بعيدة أنتي لكنك أجمل ما رأت عيناي.. تمنيت على صغر قلبي أن يكون أكبر لكي أحبك كما ينبغي و كما يليق بك ..
السكون يعم المكان، أنفاسهما عطر فواح، و الروح تنادي توأمها..
يجمعهما القرب، و يبعدهما الخجل..
سد كبير يقترب، الماء يداعب اليابسة، كعاشق يسرق القبلات، تنهدت ثم خاطبته فيه:
*لم أكن أؤمن بسحر العيون حتى سحرتني عيناك بالحب، ليتني أستطيع أن أبوح لك بكل أسراري، و معتقداتي، و لهفتي و جنوني..
قال:
*أرسميني على خريطة قلبك محيطا و ارمي نفسك فيه دون طوق نجاة..
قالت:
*ليتني أكون كل شيء تحبه أنت.
قال:
*هَل أقسم لك أني بدأت أرى بك، سعادتي وموطني، وأشياء لا توصف ولا تُحكى.
قالت:
*دون أن تقسم، نطقت عيناك بكل شيء، عشقي لك لم يكن اختيارا بل قدرا رأيت نفسي اقع به دون تفكير مسبق ..احببتك و احببت كل ما يتعلق بك..
آخر المحطات، الحافلة تتوقف، دون أن ينبسا بكلمة تثاقلت أرجلهما عند النزول، ودون أن يثورا أو يصرخا إفترقا بنظرة حكت كل شيء، و حال لسانهما يقول:
*سنعود إلى حياة خالية فارغة سوداء، ووحدة قاتلة، ولغة صمت تسود الصدر، الألم كما كان دائما جاثم على أنقاض الفؤاد، الوحدة تقتل، والوجع يسكن القلب،فقط هي ذكريات ستبقى من الماضي ، نحن نغرق، نحن نغرق..
~~❤ حميد الربعي ❤~~

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق