استحمار
لا أستطيع أن أقول عليها نظرية ولا أستطيع تسمينها بسياسة لكن ربما أستطيع أن أطلق عليها عملية الإستحمار ، حينما تمارسها فئة معينة من ذوي النفوس المريضة على ذوي النفوس المعطاءة ببذخ .
الإستحمار، هي نسبة للحمار ليس تقليلا من شأنه لكن لما يقدمه هذا الحيوان الأليف من خدمات عديدة إن لم أقل عليها خدمات جليلة ورأسه متدل يكاد يلامس حوافره الأمامية كذلك هي هذه الفئة المعطاءة المستغَلة ،للأسف تعطي بكل سخاء حتى تكاد أذقانهم تلامس أصابع أقدامهم دون تفكير .و هنا يكمن مربط الفرس . إذ أننا نجد الفئة الأكثر ممارسة لاستحمار الأخرين هم شخصيات قيادية بارعة في تسيير الآخرين و بارعة في إعطاء التوجيهات والأوامر بطرق ملتوية ومموهة وراء ستار المصلحة العامة والعمل الجماعي ، ببين قوسين أنا لست ضد التعاون ولست ضد الشخصيات القيادية أنا فقط أسلط الضوء على صورة شاذة أصبحت منتشرة في مجتمعاتنا متسترة يجب الإشارة إلى وجودها والحذر من الوقوع تحت سيطرتها ،
هي ظاهرة هرمية المنحى وكل ماهو هرمي فهو استغلالي واستحماري يجب إعادة النطر فيه .
سيقال لي الخطأ يكمن في ؤلائك الذين يمنحون كل ما في وسعهم بكل سخاء .نعم هم على خطأ وأكبر دليل على ذلك هو ما تآل إليه نفسياتهم من إحباط ومشاعرهم من إنكسار حين يستنزفون كل ماكان لديهم من طاقة ولا يجدون التقدير المناسب لذلك . لدى لا يجب إعطاء فرصة لأحد لاستحمار مشاعرنا والتقليل من شأننا ، يجب علينا و انطلاقا من ذواتنا احترام فكرنا وإعطاء التقدير لأنفسنا دون أن ننتظره من أحد ، و كذلك عدم السماح له بممارسة عملية الاستحمار هذه علينا، ونؤمن بقوة أننا نستحق كل ماهو أحسن وأننا نستطيع القيام بكل ما نقوم به دون استغلال او استحمار من طرف أحد.
- نجلاء غفران سراجي .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق