تقديس الرجال.. بقلم الأديب والباحث/غسان صالح عبدالله

 تقديس الرجال:

أخطر أنواع المقدسات المخيفة والتي نشرت الشرور بين الناس وفرضت على المجتمع ولا صفة قدسية لها، وكثيرا مانراه في عصرنا الحاضر وله من التاريخ الأسود في هدم بناء المجتمعات والقيم وتغيير ماجاء به الأنبياء والرسل كمحاكم التفتيش في أوربا وهيئة الأمر بالمعروف في البلاد الإنسانية ورجال تربعوا قمة الهرم الديني اتخذوا من أنفسهم أربابا بأمر صوروه ، بأنه من المقدس بالذات، حتى انه قد لحق بهم كثيرا من رجال السياسية في قدسيتهم فما يقوله صحيح وحق لا يحتمل الخطأ وكل ما يقوله غيرهم، باطل ولا يحتمل الصواب حتى أن اقوالهم تفوق كتب السماء بقدسيتها، وأصبحت حجة .

كل ذلك من باب العلم كما يدعون ، اما صدور الفتاوى فويل لمن يخالف، والله امهلنا إلى يوم القيامة وهم لا يهملون ، وهؤلاء أكثر حزما من الرب فيفرضون حكمهم وينفذ فورا ، وكل ذلك باسم المقدس وهذا ما شوه فكرة المقدس الديني الذي يصر ويلح على المغفرة والرحمة والتحريض على التوبة ليعطي للإنسان حيزا زمنيا للتفكير.

أقول للعقلاء من المفكرين والباحثين والكتاب ورجال الدين قفوا وجاهدوا لوضع حد لهذا المقدس التخريبي بالعلم والبحث الاجتماعي والقيمي لمقدس ، أم ننتظر إلى مابعد الطوفان والخراب.

إنها مسؤولية كل ذي عقل سليم فهل من مجيب؟

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فوالله ما أتلف الناس إلا العلماء الطماعون، والزهاد الراغبون والتجار الخائنون ، والغزاة المراؤون ، والحكام الجائرون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

بنظرة بسيطة إلى ما حصل في مجتمعاتنا الإسلامية في عصرنا الحاضر فقد برزت طبقة تنتسب إلى الدين اتبعوا السلاطين ورجال السياسة وانقادوا برسن المال والجاه والشهرة فجعلوا دينهم في قلوبهم بددا ونشروا على ألسنتهم أضاليل اخترعوها باسم الدين ، فحللوا الحرام، وقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولبسوا الحق بالباطل ، وكفروا الناس، يروون الأكاذيب ، وانقاذ برسنهم المطل الضال عامة، أعماها الجهل والتعصب فسالت دماؤهم ودماء المسلمين والناس عامة بأيديهم، بفتاويهم يذبح الإنسان الإنسان .

وختاما: قال رسول الله ص:

" صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي ، وإذا فسدت فسدت أمتي.. قيل ومن هما قال:العلماء والأمراء".


الأديب الباحث غسان صالح عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...