عندما يبوح القلب.. بقلم الشاعرة/فتحية أشبوق

 2/ عندما يبوح القلب... 


                               يكتب :


                              أَصمُتُ. !!

                           -----------------


يحدث أن أختار الصمت..!

حين يحتاج الكلام عندي إلى حروفَ غير تلك التي اعتدتها، إلى كلمات لا تشبه تلك التي سمعتها، إلى معان أعمق من تلك التي أستطيع الوصول إليها ...

وقتها أختار الصمت.....

فيكون صمتيَ ملاذا، ألوذ به من صخب البوح و ضجيجِه...

أُغادر حصار اللغة ...

و أتمرّد على قيود النطق..و أنا المتمردة بطبعي..

حين تضيق الأحرفُ بي..و أبحث في قائمة المترادفات فلا أعثر على غايتي

أمضي إلى مناطق الصمت الرحبة حيث لا حدودَ و لا قيود....

نعم ، حينها أصمت

 و أختاره قرارا

لأن لغة الصمت وحدها من تتسع لكل اللغات..

تضم المنطوق و المسكوت عنه في الآن نفسه..

لأنها تخترق حواجزَ الجفاء و الفقد و حبال الوصل و القرب  ...

أهذي فيها بكل حريتي ؛ أغضب أشتاق..أعاتب..أبكي..و أرسم مِن حروف هجاء الصمت  بكامل عفويتي  عوالمَ اخرى.

تشبه تلك التي راودتني في أحلام الطفولة يوما و لا أبالي إن تبعثرت حروفي أو تلعثمت  على منطقي و لبسَتْ ثوبَ اللّالون ولا طعم  في صمتي..

 أبني بها كما أشتهي صروحَ أحلامي..أسكُنُها  بعيدةً عن كل زيف 

الجو أسفل لا يلائمني..هو خانق

 كثيرةٌ ألوانُه و  أقنعتُه  و  نتانة الهواء تصَّاعد منه..

 أتأمّل صروحي باسمةً في صمتٍ إنها تكفيني...

و لا حاجة لي بقلاع من ورقَ و لا قصور من غمام 

ولا وجوه مزينة بأفقع الأصباغ و بهرجَةُ الخداع  تنطق فيها  بأبلغ لسان..

يصبح التنفس عسيرا..و المشهد مؤذيا..و الكلام معدوما متروكا على قارعة الفهم..او يُهدَى كعطاء لعابر سبيل يلقيه في بِركَةٍ راكدة.. 

أختار الصمت !!

في كل الأحوال لن أجد حروفا تحمل حقائبَ ما يصرخ في صدري و لا تلك المعاني المسافرات التي تمرّ فيطول بها المقام أو تمضي عابرة..

لا يلائمها إلا الصمت!

أصمُتُ، لأن الكلمات تظلّ سجينة معانيها..

و مكنوني أعمق من أن تضمّه بعض حروف منسوجة..أو بضع كلمات منمّقة مرصوصة....

أكتفي أن أصمت..!!


                    فتيحة أشبوق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...