.... عبء الروح ....
و كأنني محكوم علي بالحزن، كلما لامست قدماي أرضا جديدة، شدتني جذور قديمة نحو الوراء، نحو أزقة مليئة بصدى ضحكات ذبلت و أطياف كانت يوما نبضا في حياتي. أحاول التناسي، لكن عبء الذكريات أثقل مما أتحمله، كأنها قيد من حديد يحيط بقلبي، يمنعني من أن أتنفس حرية الحاضر.
في كل لحظة كانت تراودني نفس الأسئلة : كيف أهرب من هذه الأماكن التي تلاحقني بصورها؟ كيف أنسى تلك اللحظات الحزينة التي خنقت أنفاسي؟ كيف أنسى تلك الوجوه المزيفة؟ أغمض عيني فأراها، أبتعد لكن ما تزال همساتها تحيط بي. ليس الماضي الذي يخنقني، بل المشاعر التي زرعوها داخلي، الجروح التي تأبى أن تلتئم، والأمل الذي ضاع بين طيات الأيام.
لكنني عانقت نفسي و آمنت بأن البقاء هناك لن يعيد شيئا. الماضي صفحة، لا يجب أن تظل مفتوحة للأبد. علي غلقها، ليس إنكارا بل احتراما لما كان، و أبدأ صفحة جديدة.
سأمضي، لا لأنني أريد الهروب، بل لأنني أستحق حياة تعاش بكل تفاصيلها. سأتحرر من قيود الذكريات المؤلمة، و أمنح نفسي فرصة ثانية بأن أكون استثنائية، طليقة، حرة من كل شيء يثقل روحي و يقتل قلبي .
لن أكون أسيرة لحزن قديم أو فرح ولى، فالزمن يمضي، وأنا سأمضي معه، و أنا واثقة بأنني أستطيع أن أبدأ من جديد و أن أزرع الأمل حيث أطفأه الماضي.
✍️ الكاتبة: الزهرة العناق ⚡
18/11/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق