بقلم الأديب محمد ديبو حبو
والأديبة غادة مصطفى
الثقافة
********
الثقافة هي الغدق السلسبيل الذي يقود إلى قباب المجد، وهي اللسان الناطق الذي يكشف ما تنطوي عليه شخصية الفرد لأنها أشبه بوعاء ينضح بما فيه.
ولكن هناك فكرة سائدة لدى الكثيرين بأن الثقافة هي مجرد معلومات مكتسبة تغزو عقل الإنسان من خلال المطالعة المستمرة لتخزين كم هائل من المعلومات، إلا أن مفهوم الثقافة أوسع بكثير من هذا المفهوم الخاطئ فهو يطرق أبواب أكثر أهمية ومعنى في حياة الإنسان من حيث سلوكه وطرق تفكيره ومعالجته لجميع القضايا التي تواجهه.
الثقافة تغزو العالم الخاص للفرد فتجعله ينطق بما تنطوي عليه شخصيته من أفكار.
إنّ ثقافة الفرد هي ثقافة مكتسبة تشكل عقل الفرد نتيجة مؤثرات داخلية أوخارجية قد تكون إيجابية أو سلبية وفق مايتلقاه من عادات وتقاليد وأسس تربوية و تعليمية أولها تلقين أولياء الامور في الأسرة والبيئة الاجتماعية والأصدقاء وأصحاب الفكر لذلك الشخص.
ويمكننا الحديث هنا عن أنواع الثقافة و إيجابيات وسلبيات كل نمط أو نوع والحديث في هذا الباب يطول .
حيث بإمكاننا تخصيص الكلمة بثقافة عربية أو ثقافة غربية.
فنحن لا نستطيع تجاهل الفرق على سبيل المثال بين ثقافة العادات والتقاليد بين الشرق والغرب، وكذلك ما ينتج عن استجرار عادات الغرب إلى المجتمعات العربية والذي قد يكون فيه بعض الأمور الإيجابية بمقابل الكثير من الأمور السلبية.
إذا ما وقفنا عند ثقافة الالتزام بالنظام والقانون وثقافة النظافة مثلاً نجدها من الثقافات المحبب استجرارها وتطبيقها كعادات يومية.
في حين يجب التنبه من تطبيق ثقافة الدين والمعتقدات وثقافة الحرية المزيفة على المجتمعات العربية.
بالمقابل يجب علينا أن نحرص على اتمام مسيرة أجدادنا في تصدير ثقافة العلم والمعرفة وثقافة التعامل برحمة وإنسانية و مودة وإخاء وكذلك ثقافة الحوار التي نجد أمثلتها الكثيرة في القرآن العظيم.
وأكثر ما يجب أن نلتفت إليه هو غياب وفقدان بعض الثقافات واستبدالها بغيرها.
على سبيل المثال غياب ثقافة الحب واستبدالها بثقافة الأرقام في جميع المجتمعات العربية والغربية.
فقلّما تجد من يتعامل معك بحب و ود دون مصالح و دون حسابات رقمية نعتقد بأنها شوهت العلاقات الإنسانية وأدت بها إلى الزوال.
و أيضاً نجد في وقتنا الحالي تحوير وتغيير لمفهوم نوع محدد من الثقافة وذلك بطرق ممنهجة لتدمير مجتمعات بعينها وأهمها تحوير ثقافة الحب و استئصال معناها الحقيقي واستبداله ليصبح معبراً عن العلاقة بين الذكر والأنثى فقط وذلك بهدف تطويرها إلى ما لا يحمد عقباه و جعل الشعوب العربية منقادة نحو شيء محدد.
إنّ كلمة الثقافة هي أعم وأشمل من أن تحدد أنواعاً للأدب كما يفهم البعض فهي بحر ترسمه أناملنا وأقوالنا وأفعالنا وأفكارنا، كما أنها الصورة الحية لما اكتسبناه، وعلينا أن نجعل من ثقافتنا جسراً نرتقي به بأنفسنا و مجتمعاتنا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق