القديدة ....بقلم الأديب عزيز بوطيب

القديدة ....بقلم الكاتب

 .                                   القديدة

وباللغة المتداولة في المغرب..تسمى ( الكديدة )..

هي تلك القطعة من اللحم التي تم تحنيطها بالملح والتوابل كي تنشر فوق السطوح معرضة للشمس..فتجف وتخزن الى ايام البرد..حيث تطبخ بالعدس او الفاصوليا او بالخضر..

ايامها لم تكن هناك ثلاجات يمكن حفظ اللحم فيها..

هذه القطعة من القديد او الكديد..كما اشرت..اكتسبت هالة كبيرة من خلال المعتقد والاسطورة التي نشأت ايام اجدادنا..فصارت مادة لها من الوقع على الانفس ما لها..

حينما كانت المرأة تحس او تتأكد من انها عاقر..كانت تحدث شبه نداء للنساء المجاورات لها في الحي...فكن يفهمن النداء وتأتي كل واحدة بقطعة قديد لها..

كان يفترض حسب المعتقد والأعراف ان تجمع السيدة العاقر مئة قطعة ثم تصنع منها عشاء للحاضرات بالكسكس المغربي ذي السبعة خضار..

لكن منهن حسب اعراف المناطق من تكتفي بأربعين قطعة تقيم لهن بها عشاء ينتهي بالدعاء للمراة العاقر ان يفيض عليها الأبناء..

والغريب في الأمر وفي هذه الطقوس المتنافية مع العقلانية...ان بعض النساء اللواتي كن عاقرات..انجبن بعد هذه العملية ابناء صار منهم المهندس والاستاذ والطبيب..

اذن تبقى القديدة او ( الكديدة ) سرا من اسرار الحياة...

احيانا تستهوينا الميتافيزيقا فنبحر بين امواجها..ونتساءل..!!

ويبقى السؤال مطروحا الى حين.

.    عزيز بوطيب..

المملكة المغربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...