أدبني رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء1....بقلم الدكتور هاني البوصي


 أدبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم،الجزء الأول بقلم دكتور هاني البوصى

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

أخلاقه غزت القلوب بلطفها قبل استلال سيوفه ونباله

أما بعد

في ظل واقع مؤلم مرير تحياه أمه البشير النذير والسراج المنير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم افترقت الأمه إلى شيع وجماعات وفرق وأحزاب يكفر بعضها بعضاً ويلعن بعضها بعضا حتى إنك  لترى المؤمن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا  الله وأن محمدا رسول الله يمر على المؤمن أخيه المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فلا يلقي عليه السلام  ولا يبدأه بتحيه الاسلام لماذا يا أخي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أبدعوى الجاهليه وأنا بين اظهركم دعوها فانها منتنه 

فهيا بنا في هذه السطور نتعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كيفيه تعامله مع المخالف له هل كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوعد مخالفيه بالقتل والتنكيل هل كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقط الاحكام بالتكفير على كل من خالفه منطلقين في كلامنا وطرحنا من قول ربنا تبارك وتعالى لنا  في شأن نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله 

كثيرا)

بينما كانت رحى الصراع تدور على أشدها في مكه زادها الله تشريفا وتكريما ومهابه وبرا بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه من ناحيه وبين قريش ومن دار في فلكهم من ناحيه اخرى اجتمع أهل مكه يتشاورون فيما بينهم كيف يخرجون من هذه المدلهمات وينجون من تلك العقبات التي حلت بهم جراء بعثه النبي صلى الله عليه وسلم فإن زعامتهم مهدده بالانقراض وإن سيادتهم مهددة بالزوال فهم ساده العرب وأشراف الجزيره العربيه لماذا لا نبعث واحدا منا إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليفاوضه فيعرض عليه أموراً لعله يقبل إحداها فيستريح هو ونستريح نحن 

قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : حدثت أن عتبة بن ربيعة ، وكان سيدا ، قال يوما وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ، ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة ، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون ؛ فقال : بلى يا أبا الوليد ، قم إليه فكلمه ؛ فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من السطَة(أي الشرف والمكانه) في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك

أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها . : قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد ، أسمع ؛ قال : يا ابن أخي ، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ؛ وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستيطع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ، أو كما قال له . حتى إذا فرغ عتبة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه ، قال : أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال :

نعم ، قال : فاسمع مني ؛ قال : أفعل ؛ فقال :

 " بسم الله الرحمن الرحيم . "

حم . تتريل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون . بشيرا ونذيرا ، فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون. وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه " 

" ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه . فلما سمعها منه عتبة ، أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه ؛ ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها ، فسجد ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ، فأنت

وذاك . 

 فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال : ورائي أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، يا معشر قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب فقد ُ كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ؛ قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ؛ قال : هذا رأيي فيه ، فاصنعوا ما بدا لكم.


سيرة ابن هشام ص 154

إلى اللقاء في الجزء الثاني إن شاء الله تبارك وتعالي

نسأل الله تعالى عصمه من الزيغ والزلل ونجاه من سوء العمل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وكتبه محبكم دكتور هاني البوصى 

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...