دعه يعمل دعه يمر ....
---هل من مصل ناجع قد يحميني من لدغات عقارب الهامش الضالة و التي لا تكل عن الزحف قتلا للحشرات التي تختبئ خلف جدرانها بين تعرشات ظلالها؟؟؟؟
كان هذا سؤاله الاخير و هو يداري خيبته القاتمة بتمزيق سيرته اربا اربا أمام لجنة التحكيم ....
كسير الخاطر ودع غرفة -العمليات / جناح مباراته الشفوية
---- انه لمؤهل و اكفأ ممن سودت اسماءهم لوائح الناجحين ..قال احدهم
----- على الفور اجابه صديقه ساخرا و هو يرتب الاوراق بين يديه:
----ان اباه فقير لا يملك الا ما يسد به رمقه لذا فهناك مهن اخرى تحتاج هذا الصنف من الطلبة ...ثم انى له تحقيق ما يؤهله بتعليم سام خارج الديار حتى يتسوى ممن اغدق على تعليمه الكثير .. فعودة ابن الغني الميسور من فرنسا او كندا الى بلد الام لبمثابة كفاءة تم تأهيلها بما يميزها لذا فالاحرى ان تتم الاستفادة منها ومن بحوثها العلمية مستقبلا حتى ...
قاطعته على الفور زميلتهما بنبر الاحتجاج المتحشرج:
---- انه ذو جنسية مزدوجة و من ثمة فالاولى به ان يوظف هناك في البلد الذي منحته درجة الدكتوراه....
لم يستسغ منها حجاجها الواهي الخالي من اية سلطة ادبية او تقديرية لتنغمس في جدل عقيم محسوم نتائجه قبل مولد فكرة المباراة ...صمت قليلا و اخيرا اردف القول و هو يضرب كفه بشدة على الطاولة و لسانه يضغط جملته همسا:
----ابن سيادي عاد بصفته الاعتبارية ليس الا لسوق القطيع الى حيثما خطط له دعه يعمل دعه يمر .... و السلام ...
لم تستسغ الموظفة اهانة زميلها .، و هي ترتب نفسها لمغادرة القاعة وشوشت و قد تحجرت دمعة في عينيها:
كمنظومة فرنسية ،الآن ادركنا مما ورثناه دون وعي او فهم محيط بمعاني المقولات الفرنسية الليبرالية المتوحشة و التي لها انعكاسات سلبية اخرى تقوم كسلطة مضادة لفلسفتها الظاهرية و قيم ثورتها التي تتبجح بها كالعدالة الاخوة المساواة...
و تصادى هاتف عمقها برنين نحاسي ♣8
---ما الحقيقة ؟؟؟؟؟
---الحقيقة الحقيقة حقيقة دع ابناء العبيد عبيدا و دع ابناء السادة يمرون حيث مواقع السلطة و القرار و تنفيذ الوصايا المقدسة في الاستغلال و الاستنزاف و التهريب باسم الاستثمار ... و اسأل نفسي دوما لماذا لم يتعلموا من جدهم نابليون قوله :
---- مثل الذي خان وطنه و باع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص ، فلا أبوه يسامحه و لا اللص يكافئه ----
نعرف الاب المال و اللصوص ...لكن تبقى السنة خفافيش الظلام صداحة:
----دمروا الوطن ... دمروه ...فالهامش فوضى و سكون... و احلام دامعة تقعى في السجون ... انتم القلم ، القرطاس الاقدار التي تصنعون والخاتم الذي تدمغون به على ما تسطرون.... انتهى الكلام .....
محمد القصبي
القصر الكبير
في 58/03/2023
المغرب الاقصى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق