خاطرتي....بقلم الكاتب فاضل ناصر الحماد


 خاطرتي ..


‏يُعرف النّاضج بضبطه لدوائر معارفه؛ فلا يخلط بين العلاقات، ولا يقيس المواقف بعضها ببعض دون تبيّن، ولا يهتك سرًّا أو يقطع واصلًا تزلّفًا لندٍّ أو استدرارًا لمودّة، إنّما ينزل النّاس منازلهم دون مواربه، ويحفظ العهد القديم نبلًا ومروءة وإن باعدت فجاج الأرض بين الأرواح، وأفل الوداد.

‏يتخيّل الإنسان فيك ما يرغبه منك

‏ولهذا يشعر بأنّك خدعته حين تناقض خيالاته..

 ‏تعلم الابتعاد حين يضيق بك العالم.

تعلم ألا تدمر بمزاجيتك حدائق من حولك.

تعلم النضج حين تحترق وتتألم..

المشاعر كالأمواج، لا يمكنك أن تمنعها من أن تأتي، ولكن يمكنك اختيار أي موجة تركب ..

بعض الأشياء وضوحها تبتعد إكتشافها متعب نتوقف عندها لنعيد حساباتنا من جديد لأننا تجاوزناها ربما قد نستغرق وقتاً في إستيعابها، لكنها دائماً أفضل..

تكونُ في مسرَّة فَترى الدُّنيا ضاحكةً، ثُم تراهَا وأنتَ في كدرٍ باكِية قد فرغت في سواد الحِداد، ما ضحِكت الدُّنيا قطّ ولا بكَت ولكِن كنتَ أنتَ الضَّاحِك الباكي ..

‏هذّبتني رحمة الله ومعيته في سائر أمور حياتي، هذّبني الصبر الذي لم أحط به خبرًا والإيمان الذي جعلني أقاوم بِثبات، هذّبني الرِضا في مواطن الحرمان وأدبني الإمتنان على النِعم وشُكرها. لا زالت تهذّبني محبة الله وتنجيني ثقتي بِه.


        د/فاضل ناصر الحماد 


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في غيابك..بقلم الشاعر د.توفيق عبدااله حسانين

 في غيابك في غيابك أحسستُ أنّه لا يأتي الربيعُ، ولا يُزهرُ الياسمين في غيابك كلُّ شيءٍ بخيرٍ باستثناءِ قلبي الذي شاخَ على أعتابِ الشوقِ والح...