انتصار الخالدين....بقلم الشاعر حسن أحمد الفلاح


 انتصارُ الخالدينَ 

قطعوا اللينة من أصلِ 

الغصونْ 

ثمّ قالَتْ للمنافي : 

من روابي الأرضِ 

يأتينا الورى 

ثورةُ الأطفالِ تحييها 

الحصونْ 

وهنا غزّةُ تحكي 

قصّةَ الصّبر المحنّى 

من دماءٍ تسرجُ الأكوانَ 

من جمرٍ هجينْ 

مرّتْ العنقاءُ يوماً 

من أمامي 

ترتدي ثوباً يردُّ الشّمسَ 

عن صلفٍ يحنّي النّورَ 

من رملِ المنافي 

وهنا تمشي أمامي 

صورةُ الأقمارِ 

كي تحيي الحنينْ

قطعوا أزهارَ عشقي 

فتنامَى خلفها عشبُ 

اليقينْ 

غيرَ أنّي لن أموتْ 

فأنا الزّهرةُ أحيا 

من شقوقِ الأرضِ 

في حضنِ التّابوتْ  

وأرى في الأمّةِ الشّماءَ 

أشلاءً لعشقي 

كي أردَّ النّبضَ للقلبِ 

المحنّى بالياقوتْ  

قالتْ الزّهرةُ يوماً :

في مرايا القلبِ تحيا 

من ترابي فسلةُ الزّيتونِ 

كي تحيي منَ الأشواقِ 

أنفاسَ النّدى 

: إنّني خبأتُ نورَ الأرضِ 

كي تحيا جنينْ 

قطعوا جذري 

وظنّوا إنّما الموتُ سيأتي 

خلسةً من سطوةِ الجلادِ 

من حينٍ لحينْ 

قطعوا ساقي وظنّوا 

إنّما الجذرَ سيدميهِ الوتينْ 

فتنامى الجذرُ في 

أصلِ الثّرى 

من ترابِ الأرضِ 

كي يحيي من الأنساغِ 

غصنَ الفاتحينْ  

قطعوا الجذرَ وناموا 

بينَ أجفانِ اللظى 

وتوارتْ في المرايا 

مع ترابِ الأرضِ 

في جسرِ المنايا 

حبّةُ الخلدِ 

على رحمِ الأنينْ 

وأرى في عمقِنا المدميّ 

ناراً في دياجيرِ 

السّنينْ 

ثورةٌ تحيا على وجهِ الثّرى 

كي تردَّ العشقَ من نسغٍ 

تحنّيهِ دماءٌ في نواميسِ 

المنايا والسّجونْ 

وهنا في الأرضِ نحيا 

كشرايينِ النّدى 

نرتدي من عشقنا 

شمسَ الأماني 

في روابي الشّوقِ 

للطّفلِ الحزينْ 

وجذورُ الأرض تحيي برعمَ 

الحقِّ ونبتَ الثّائرينْ 

قطعوا الماءَ علينا 

ونباتُ الأرضِ يحيا في ربانا 

من جفونِ البحرِ يروي حبّةَ 

القمحِ على صلدٍ ولينْ 

وهنا تحيا بذورُ الأرضِ فينا 

في ترابٍ تنسجُ الأقدارُ 

فيهِ شُهُبَ الحقِّ وأنوارَ 

المنونْ 

وهنا يأتي إلى أسوارِ عكّا 

ثائرٌ يحيي دماءَ النّورِ 

في يافا وحيفا 

وجليلِ العائدينْ 


قطعوا من برعمِ الحقّ 

غراساً من جذورِ الأرضِ 

كي يحمي العرينْ 

قطعوا نوراً وماءً وسلامَ 

العابرينْ 

غيرَ أنّ القلبَ يحيا النّبضُ 

فيهِ كلّما جاءتْ سحاباتٌ 

تعيدُ العدلَ من ظلمِ القرونْ 

وهنا تحيا المنايا 

في رزايا الحقدِ من صلبِ 

الأماني والجفونْ 

ثورةٌ تحيا على جفنِ الدّجى 

لتعيدَ النّصرَ للفجرِ الكمونْ 

وهنا تحيا سحاباتُ المنايا 

وانتصارُ الخالدينْ

د٠حسن أحمد الفلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...